"تعيينات بالمحسوبية وتفتيشهم عراة".. طلاب الجامعات ينتفضون ضد أردوغان

صورة أرشيفية

يوسع رجب طيب أردوغان يومًا بعد الآخر الفجوة بينه وبين شريحة جديدة من المجتمع التركي، نظرا لاعتماده على أهل الثقة من حزبه العدالة والتنمية وفرض شخصيات يكرهها الشعب التركي لتولي مناصب لا صلة لهم بها، وكانت آخر هذه الصراعات بين أردوغان والمواطنين، حينما تظاهر طلاب جامعة "بوغاز إيجي" أو البوسفور داخل حرم الجامعة في مدينة إسطنبول التركية،  لليوم الثالث على التوالي، احتجاجًا على قرار من الرئيس التركي، بتعيين مليح بولو، كرئيس للجامعة، وهو ما أثار استياء الطلبة، كون الرئيس الجديد للجامعة مقربا من الرئيس التركي، وكان الأول مرشحًا عن الحزب الحاكم في انتخابات 2015.

الطلاب يرفضون سياسات أردوغان

ويقول "س.أ" تظاهر الطلاب أمام مبنى إدارة الجامعة، تجمع الطلاب، مطالبين برحيل بولو، ثم انفضت التظاهرة دون أنباء عن اعتقالات بين صفوف المتظاهرين.

وأضاف: "قامت قوات الأمن التركي بعمليات تفتيش قسري جرت للطلاب المتظاهرين، بعد مداهمات منازلهم صباح الثلاثاء، ولم يتمكن الأهالي أو المحامون بعد من التحدث إلى الطلاب الذين تم احتجازهم أمس الأربعاء".

الاستقالة هي الحل

من جانبه قال "ص . ق": إن المطلب الأساسي للمتظاهرين هو استقالة "بولو" فورا، حيث يعتبر تعيين رئيس الجامعة بناء على أوامر من الرئيس التركي بدلا من الانتخابات بمثابة ضربة قاسية للحرية الأكاديمية في تركيا.

وأضاف: "بدأت ممارسة استبدال رؤساء الجامعة المنتخبين بواسطة حكومة أردوغان منذ 15 يوليو عام 2016، وعينت الحكومة التركية رؤساء الجامعات بمراسيم حالة الطوارئ الخاصة بمؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة على حد سواء، لكن بولو يعد أول رئيس يتم تعيينه لجامعة من خارج كادر الجامعة منذ 12 سبتمبر 1980، وهي فترة تميزت بانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان".

وأكد "ر . غ"، أن قوات الأمن التركية قد اعتقلت 22 طالبا أول أمس عقب الوقف الاحتجاجية التي شهدتها جامعة البوسفور، قد اعتقلت بالأمس 14 طالبا آخرين خلال مداهمتها لمنازلهم.

أكاذيب المسؤولين الأتراك

أعلن والي إسطنبول، علي يرلي كايا،  حظر التجمعات والتظاهرات في منطقتَيْ "بيشكتاش" و"ساريير"، بعد دعوة للتظاهر أطلقها طلاب من جامعة "بوغاز إيجي".

وبرر الوالي في تغريدة عبر حسابه في تويتر قراره بأن التجمعات والتظاهرات ستؤدي دورا سلبيا في جهود مكافحة وباء كورونا.

في السياق ذاته، رد رئيس الجامعة المُعين "بولو" الادعاءات والأقاويل عن انتشار الشرطة داخل الحرم الجامعي، في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء، بالإضافة إلى الادعاءات بأن رسالة الماجستير الخاصة به كانت مسروقة.

مواقع التواصل الاجتماعي تفضح حكومة أردوغان

 رصد نشطاء أتراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تواجدًا لضباط الشرطة داخل الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة "بوغازيجي"، حيث كان الضباط يرتدون الزي العسكري، ويتجولون في شوارع الجامعة ذات المناظر الخلابة، فيما أفاد شهود عيان بوجود ضباط بزي مدني داخل الحرم الجامعي، حيث أدلى الكادر التدريسي ببيانات صحافية، ونظموا احتجاجات سلمية.

وكان تدخل الشرطة ضد الحشود المحتجة على تعيين "بولو" قاسياً على مدار ثلاثة أيام من المظاهرات، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الطلاب خلال اليوم الأول، فضلا عن ضربهم وتفتيشهم عراة بعد مداهمات منازلهم فجر الثلاثاء، بحسب ما أكده محامو المحتجزين.

تضامن مع الطلاب

أعلن الزعيم الكردي المعتقل والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، دعمه لطلاب جامعة "البوسفور" الذين يتظاهرون ضد تعيين مسؤول سابق في حزب العدالة والتنمية في رئاسة جامعتهم.

ونشر دميرطاش المعتقل منذ 4 سنوات، تدوينة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال فيها: "ماذا فعلتم يا شباب، أصواتكم تهز الأماكن هنا. من يدري، أي الأماكن الأخرى التي ترتعد؟".

كما أعلن مستشار رئيس جامعة البوسفور البروفيسور الدكتور في جامعة البوسفور، ظفر يانال، استقالته من منصبه في الجامعة، اعتراضا على تعيين مسؤول سابق في حزب العدالة والتنمية في رئاسة الجامعة.

انتهاكات ضد الطلاب

أفادت أزجي أونالان، محامية الطلاب المعتقلين عقب الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها جامعة البوسفور، أن العديد من الأشخاص تعرضوا للتفتيش عراة وأن هذا الإجراء نجح مع البعض.


وأضافت أونالان، محامية الطلاب الذين تم اقتيادهم إلى مديرية الأمن للحصول على إفادتهم، أن قوات الأمن بدأت في استجواب الطلاب المعتقلين أول أمس غير أنها لم تلتقِ بعد بالطلاب المعتقلين أمس قائلة: "كنا قد تحدثنا بالأمس على التعرض للتفتيش عراة، لكن علمنا أن التفتيش عراة لم يقتصر على هذا الحد وطال العديد من الأشخاص ونجح مع البعض. وسنطرح أيضا هذه الأمور أثناء أعمال استجواب موكلي".