تونس.. اعتقال آمِر سابق بمطار قرطاج يكشف تورط النهضة في دعم الإرهاب
آمِر سابق بمطار قرطاج يكشف تورط النهضة في دعم الإرهاب
استمراراً لجهود الدولة التونسية في كشف ما أخفته حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس، طوال عشرة أعوام سيطرت فيها على صناعة القرار التونسي، أصدرت النيابة العامة التونسية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أمراً بتوقيف آمر سابق لمطار تونس قرطاج الدولي لمدة (5) أيام قابلة للتمديد، على ذمّة التحقيقات الجارية في قضية تتعلّق بتسفير تونسيين إلى بؤر التوتّر، وحسب مصادر محلية إنّ النيابة العامة التونسية قرّرت كذلك تمديد اعتقال قياديين أمنيين سابقين، فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي،المتهمين في ملف الجهاز السري لحركة النهضة، على ذمة القضية ذاتها.
تسفير شباب
القضية تتعلق بشبهات التورّط في شبكات تسفير الشباب التونسيين خارج البلاد التونسية للقتال في بؤر الإرهاب، خاصّة بسوريا والعراق قبل عدّة أعوام، وذلك على خلفية الشكوى التي تقدّمت بها النائبة السابقة فاطمة المسدّي، وفي بدايات اندلاع الأزمة السورية ترددت تقارير إخبارية عن تورط جمعيات خيرية تونسية في تسفير أكثر من 3 آلاف شاب تونسي لـ"الجهاد" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، مقابل "أموال ضخمة" من دولة قطر لدعم أنشطتها عبر أموال تصلها نقداً داخل حقائب عبر نقاط حدودية حساسة وحيوية مثل مطار تونس قرطاج الدولي، وبعد قرارات يوليو 2021 التي أنهت ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء"، التي شهدت تحكم حركة النهضة الإخوانية في مفاصل الدولة التونسية، تبين أنّ جمعية "نماء تونس" التابعة للحركة من بين تلك الجمعيات المتورطة في تسفير الشباب إلى سوريا.
اغتيالات وغسيل أموال
كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في مطلع فبراير الماضي، خلال ندوة صحفية، بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين وفي مقدمتهم بلعيد وكشفت تورط الغنوشي ونجله، إضافة إلى آخرين، في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، والتجسس على التونسيين.
دعم الإرهاب
في منتصف مارس الماضي، أعلن لطفي حشيشة، رئيس لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي التونسي إحالة ملف 36 جمعية أهلية للقضاء بشبهة "تمويل الإرهاب وفساد مالي والاستيلاء على أموال جمعية"، من بينها جمعية "نماء تونس" الذراع الخيرية لحركة النهضة، مؤكداً رصد استقطاب بعض الجمعيات في تونس وتشجيعها للشباب من أجل السفر إلى بؤر التوتر، من خلال الملفات المحالة ‘إلى اللجنة التابعة للبنك المركزي، حيث يواجه الغنوشي، زعيم النهضة نفسه، اتهامات بتمويل الإرهاب عبر جمعية "نماء تونس"، التي كشف رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في مطلع فبراير الماضي، أنّها تأسست في 2011 بهدف تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتورطت في جرائم تسفير شباب تونسيين للقتال بمناطق النزاع والحروب، وتم فتح أبحاث جزائية أولية سرعان ما لاحقتها يد حركة "النهضة" الإخوانية عبر ذراعها في القضاء، وتم وقف التحقيق.