خبير في شئون الجماعات الإرهابية: فرنسا تضرب أوكار الإخوان في التعليم بعد عقود من التغلغل الصامت

خبير في شئون الجماعات الإرهابية: فرنسا تضرب أوكار الإخوان في التعليم بعد عقود من التغلغل الصامت

خبير في شئون الجماعات الإرهابية: فرنسا تضرب أوكار الإخوان في التعليم بعد عقود من التغلغل الصامت
فرنسا

تواصل السلطات الفرنسية جهودها لتطهير قطاع التعليم من نفوذ جماعة الإخوان، في إطار استراتيجية أشمل تهدف إلى مكافحة التطرف والانفصالية الإسلامية.

 الجديد في هذه المعركة هو إعلان الحكومة عن مجموعة من الإجراءات التي تستهدف المدارس الخاصة والجمعيات التعليمية المرتبطة بأفكار الجماعة، إلى جانب تشديد الرقابة على المحتوى التعليمي والديني المقدم للطلاب.

وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، أكد في تصريحات حديثة، أن "الدولة لن تسمح بتحويل المدارس إلى منصات لبث الفكر المتطرف أو غسل عقول الشباب". 

وأضاف: أن الوزارة تعمل بتنسيق وثيق مع وزارة التربية والتعليم لرصد أي أنشطة مشبوهة أو مخالفات تربوية تروج لأجندات دينية متطرفة.

وتشمل الإجراءات الجديدة توسيع صلاحيات مفتشي التعليم، وتكثيف حملات التفتيش على المدارس الإسلامية الخاصة، إضافة إلى مراجعة التمويلات التي تحصل عليها الجمعيات التعليمية والدينية. 

كما يجري العمل على إعداد قاعدة بيانات وطنية لتتبع الجمعيات ذات الصلة بالإخوان والنظر في إمكانية حل بعضها.

وبحسب تقرير حديث صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، فإن جماعة الإخوان تسعى منذ سنوات إلى فرض تأثيرها داخل أوساط الجاليات المسلمة عبر التعليم، مستغلة ضعف الرقابة في بعض المناطق المهمشة، وهو ما تسعى السلطات إلى معالجته عبر خطة شاملة تحمل عنوان "استعادة الجمهورية".

ويرى مراقبون، أن الإجراءات الجديدة تمثل تصعيدًا واضحًا في المواجهة مع الجماعة، خاصة بعد الكشف عن ارتباط بعض المعلمين والمشرفين على الأنشطة الدينية بخطاب متطرف يتعارض مع قيم العلمانية والمواطنة الفرنسية.

قال إبراهيم ربيع، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية: إن الإجراءات التي تتخذها فرنسا حاليًا لتطهير قطاع التعليم من نفوذ جماعة الإخوان تمثل تحولًا نوعيًا في تعاطي الدولة مع خطر "التغلغل الناعم" الذي مارسته الجماعة طيلة عقود داخل المؤسسات التربوية.

وأوضح ربيع -في تصريحات للعرب مباشر-، أن جماعة الإخوان "اعتمدت على استراتيجية التغلغل الثقافي والدعوي داخل المدارس والجمعيات التعليمية، واستغلت غفلة الحكومات السابقة لتأسيس بنية موازية تبث أفكارًا انفصالية وتغذي مشاعر الكراهية تجاه الدولة والمجتمع الفرنسي".

وأكد أن ما تقوم به السلطات الفرنسية اليوم من مراجعة للبرامج التعليمية، ومراقبة الأنشطة الدينية في المدارس الخاصة، وإغلاق بعض الجمعيات المرتبطة بالجماعة، هو "خطوة متأخرة ولكنها ضرورية لإنقاذ الجيل الجديد من قبضة الفكر المتطرف".

وأضاف ربيع: أن جماعة الإخوان تسعى إلى خلق "مجتمعات موازية" داخل أوروبا، تبدأ بالتعليم وتنتهي بالسيطرة على مؤسسات الجاليات، مشددًا على أن المعركة الحالية ليست أمنية فقط، بل فكرية وثقافية وتحتاج إلى وعي سياسي مستمر.

وأشار أن ما يحدث في فرنسا يجب أن يكون درسًا لبقية الدول الأوروبية، مؤكدًا أن الجماعة تطوّع الدين لأغراض سياسية وتعمل وفق أجندة تخدم مشاريع الفوضى والهيمنة باسم الإسلام.