صنعاء تشتعل تحت وابل الغارات.. تصعيد أمريكي يضرب قلب ترسانة الحوثيين

صنعاء تشتعل تحت وابل الغارات.. تصعيد أمريكي يضرب قلب ترسانة الحوثيين

صنعاء تشتعل تحت وابل الغارات.. تصعيد أمريكي يضرب قلب ترسانة الحوثيين
ميليشيا الحوثي

هزّت سلسلة غارات أمريكية قوية مساء الأربعاء، ضواحي العاصمة صنعاء، مستهدفة مخازن أسلحة وأنفاق جبلية تستخدمها مليشيات الحوثي في عملياتها العسكرية. 

وشهدت مديرية بني حشيش، وتحديدًا منطقة رجام الجبلية، قصفًا مكثفًا أدى إلى انفجارات عنيفة سمعت في مختلف أرجاء المدينة.

مصادر محلية أفادت بأن الضربات استهدفت معسكرًا حوثيًا يضم منشآت محصّنة داخل الجبال، يعتقد أنها تستخدم لتخزين الذخائر والصواريخ متوسطة المدى. أعمدة الدخان تصاعدت من الموقع لساعات، فيما فرضت المليشيات طوقًا أمنيًا مشددًا حول المناطق المستهدفة.

ضربات فجرية تهز جبل نقم وتفجّر مستودعات سرّية

ولم تكد تهدأ أصوات الانفجارات حتى عادت الطائرات الأمريكية فجرًا لتنفيذ 11 غارة جديدة طالت معسكر براش شرق جبل نقم، أحد أبرز المعاقل العسكرية للحوثيين شرق العاصمة. 

واستهدفت الضربات مستودعات يعتقد أنها تحوي ذخائر استراتيجية؛ ما أدى إلى سلسلة انفجارات متتالية عززت من حالة الذعر في أوساط السكان.

الاستهداف المتكرر لهذا الجبل، الذي يعتبر خزانًا عسكريًا حوثيًا محصّنًا، يشير إلى تركيز أمريكي على شل قدرة الجماعة على الإمداد والنقل العسكري من قلب صنعاء.

الحملة الجوية تتوسع.. ومئة هدف في مرمى النيران

يأتي هذا التصعيد ضمن حملة عسكرية أمريكية واسعة النطاق بدأت منتصف مارس الماضي، وامتدت إلى أكثر من 13 محافظة يمنية. 

وبحسب معلومات ميدانية، تجاوز عدد الأهداف التي طالتها الغارات المئة، شملت مراكز قيادة ومنشآت لتجميع الأسلحة وتخزينها، بالإضافة إلى مواقع اتصالات عسكرية متقدمة.

وتنفذ الضربات بوتيرة شبه يومية، في إطار ما يبدو أنه استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تدمير البنية العسكرية للحوثيين، ووقف تهديداتهم المتواصلة لممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر وخليج عدن.

شلل في البحر الأحمر وضغط دولي متزايد

تصاعدت وتيرة الهجمات الجوية بعد تزايد استهداف الحوثيين لسفن الشحن الدولية منذ نهاية العام الماضي، وقد أدت تلك العمليات إلى تعطيل نحو 12% من حركة الشحن العالمية، وأجبرت السفن التجارية على اتخاذ مسارات بديلة أكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح.

هذا التحول في مشهد الملاحة البحرية أطلق تحذيرات دولية بشأن أمن البحر الأحمر، وسط دعوات متكررة لردع الحوثيين وإنهاء سيطرتهم على الممرات الحيوية.

شرعية تبحث عن دعم.. ورسائل تحذير لإيران

سياسيًا، تترافق الضربات مع تحركات دبلوماسية للحكومة اليمنية لتأمين دعم دولي حقيقي يساندها في استعادة الدولة ومؤسساتها، وتتزامن هذه الجهود مع تحذيرات متصاعدة من تحول اليمن إلى منصة إقليمية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

في المقابل، تواصل واشنطن إرسال رسائل ردع صريحة، تؤكد خلالها أن الضربات لن تتوقف ما لم تتوقف الهجمات على السفن، وبينما تلوّح الإدارة الأمريكية بـ"الرد الأعظم"، تبدو المنطقة مقبلة على فصل ساخن من المواجهة.

صنعاء تحت النار.. والآتي قد يكون أعنف

في ظل التصعيد العسكري، تبقي الضربات الأمريكية العاصمة صنعاء تحت التهديد الدائم، بينما تتوارى قيادات الحوثيين في مواقع محصنة، وتتزايد المؤشرات على خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الجماعة. ومع استمرار الغارات، يبدو أن الحرب تدخل مرحلة أكثر عنفًا، قد ترسم معالم جديدة للمشهد اليمني بأكمله.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، أن التصعيد الأمريكي في صنعاء يحمل رسالة مزدوجة، موجهة في المقام الأول إلى الحوثيين لردعهم عن مواصلة استهداف خطوط الملاحة، وفي الوقت نفسه إلى إيران، باعتبارها الداعم الأبرز للمليشيات في اليمن، والضربات ليست فقط ردًا على تهديد مباشر، بل جزء من استراتيجية لقص أجنحة النفوذ الإيراني في خاصرة الجزيرة العربية، حيث تحاول طهران تحويل الحوثيين إلى ورقة ضغط دائمة في أي تفاوض إقليمي أو دولي. 

ويضيف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الاستهداف المكثف لصنعاء، تحديدًا المناطق الجبلية التي تعد العمود الفقري للترسانة الحوثية، يهدف إلى تفكيك المنظومة القتالية التي بنتها الجماعة على مدى سنوات، خاصة مع تصاعد المخاوف من امتلاكها قدرات تهدد الأمن البحري والدول المجاورة، وتوقيت الضربات يرتبط بوضوح بحسابات دولية، لا سيما في ظل الأزمة المتواصلة في غزة، وحرص واشنطن على تقليص أي جبهات مشتعلة قد تؤثر على أمن حلفائها ومصالحها الحيوية في المنطقة.