كشفت الرسائل التي تم تبادلها في قنوات تليجرام الروسية ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى على مدى الأيام القليلة الماضية عن مدى عدم استعداد موسكو للهجوم الأوكراني وتوغل الحدود الروسية، بما في ذلك حقيقة أن جيشها ترك المجندين المدربين تدريبًا سيئًا مسؤولين عن الدفاع عن الحدود مع أوكرانيا، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

رسائل صادمة

وقالت إحدى الرسائل التي تمت مشاركتها على تليجرام من قبل امرأة قالت إنها أم لجندي مجند في كورسك، المنطقة الحدودية التي عبرت إليها القوات الأوكرانية الأسبوع الماضي: "عندما تعرضت الحدود للهجوم في الساعة 3 صباحًا بالدبابات، لم يكن هناك سوى المجندين الصغار الذين يدافعون عن أنفسهم".

وتابع المرأة، التي تم عرفت باسم أولغا فقط: "لم يروا جنديًا واحدًا، ولا جنديًا متعاقدًا واحدًا - لم يروا أي شخص على الإطلاق، اتصل ابني لاحقًا وقال، أمي، نحن في حالة صدمة".

ويعد نشر المجندين الصغار على جبهة القتال قضية شائكة في روسيا، ويرجع هذا جزئيًا إلى وعود بوتن المتكررة بعدم إرسالهم للقتال، ولكن أيضًا بسبب حقيقة أن أمهات وزوجات الجنود كانوا تقليديًا صوتًا مؤثرًا داخل البلاد حيث أصبحت المعارضة الآن غير موجودة تقريبًا - ويعبر الكثيرون عن غضبهم.
ونشرت وكالة الأنباء الروسية المستقلة فيرستكا مقابلة مع ناتاليا آبل، جدة أحد المجندين الروس الذي كان يخدم في كورسك ويعتبر الآن مفقودًا.

وقالت إن حفيدها فلاديسلاف كان متمركزًا - بدون أي أسلحة - في قرية تبعد حوالي 500 متر عن الحدود. ونُقل عنها قولها: "ماذا يمكن للأولاد أن يفعلوا؟ أن يذهبوا ضد (الجنود الأوكرانيين) بمجرفة؟".

مطالب لبوتين

وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه تم تداول عريضة تُطالب بوتن بإزالة المجندين الصغار من المنطقة عبر الإنترنت وتم نشر عشرات الرسائل من أشخاص زعموا أنهم أفراد من عائلات المجندين الروس الذين اختفوا في منطقة كورسك على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بما في ذلك شبكة VKotante الروسية.

وتابعت أنه من المرجح أن تكون حقيقة اعتماد روسيا على المجندين للدفاع عن الحدود هي السبب وراء تمكن القوات الأوكرانية من التقدم إلى الأراضي الروسية بهذه السهولة الواضحة عندما شنت التوغل للمرة الأولى يوم الثلاثاء الماضي.

قال رئيس الأركان العامة للجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي إن القوات الأوكرانية تقدمت 35 كيلومترًا (21.7 ميلًا) عبر الدفاعات الروسية منذ بدء التوغل.

وتابع: "لقد سيطرنا على 1150 كيلومترًا مربعًا من الأراضي و82 مستوطنة"، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني إن أسر الجنود الروس كان أكبر عملية أسر نفذتها كييف ضد قوات موسكو دفعة واحدة.

وأظهر مقطع فيديو التقطته وكالة فرانس برس بالقرب من الحدود شاحنة عسكرية أوكرانية تحمل مجموعة من الرجال معصوبي الأعين يرتدون ما يبدو أنه زي عسكري روسي.

ولكن في حين يبدو أن هناك غضبًا بشأن نشرهم، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على مجندين روس صغار يقاتلون في حرب بوتين على أوكرانيا.