كاتب سياسي: حماس تريد خلق بؤر فوضى جديدة لتقوية موقفهم التفاوضي

حماس تريد خلق بؤر فوضى جديدة لتقوية موقفهم التفاوضي

كاتب سياسي: حماس تريد خلق بؤر فوضى جديدة لتقوية موقفهم التفاوضي

تصاعدت حدة الغضب داخل الأوساط السياسية والشعبية الأردنية بعد تحول دعوات لمظاهرات من قبل حماس والإخوان إلى أعمال شغب واعتداءات، وأكدت القوى السياسية والحزبية الأردنية رفضها القاطع لكل محاولات المساس بأمن واستقرار المملكة والوحدة الوطنية، في ظل أعمال تخريب واعتداء على رجال الأمن في مظاهرات يفترض أنها خرجت لدعم فلسطين وغزة.  

وتيرة الاحتجاجات   

وازدادت وتيرة الاحتجاجات في العاصمة الأردنية ومناطق مختلفة في البلاد، كما ازدادت أعدادها منذ 11 يومًا بعد تصريحات قادة حركة حماس التي دعت للتظاهر والاحتجاج على ما يحدث في غزة، حسبما كشف تقرير لشبكة رؤية الإخبارية.   
  
رفض سياسي  

وانتقد حزب "النهج الجديد"، أعمال الشغب، معربًا عن رفضه الاعتداء على رجال الأمن والهتافات غير القانونية، مشيرًا إلى أن الأردن "يحتفظ بقيمه القومية والعروبية"، مشيدًا بدور بلاده في دعم غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدًا الوقوف جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية للتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن، مشددًا على استمرار الدفاع عن الوحدة الوطنية ومواجهة المشاريع المدمرة، داعيًا إلى كشف ومحاكمة المسيئين.  

فيما أكد حزب تيار الاتحاد الوطني الأردني أن التحريض على الأجهزة الأمنية ومحاولات زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، محاولات يائسة من قبل جهات بائسة ومضللة، تسعى لاستغلال الدين، والقضايا الوطنية لأهدافها الخبيثة، وفق بيان رسمي.  
  
أزمة حماس  

يقول الصحفي والكاتب السياسي حميد قرمان: إنّ قادة حركة حماس، من خلال دعوتهم الشعب الأردني للخروج والتظاهر والزحف نحو فلسطين، يحاولون تصدير أزمتهم؛ بهدف خلق بؤر فوضى جديدة لتقوية موقفهم التفاوضي.  

وأضاف - خلال قراءة تحليلية-، أنّ دعوة حماس التحريضية للشعب الأردني تأتي ضمن سياق تصدير أزماتها التي تلقي بظلالها، ليس فقط على الحركة الفلسطينية، بل على عموم جماعة الإخوان وتحديداً فرعها في الأردن، المقبل على استحقاق انتخابي نيابي، وتتردد الجماعة بخوض غماره بسبب شعبيتها المتدنية، وهو ما دفعها إلى الدخول في رهان لتحقيق دعوة حماس التحريضية، والانسياق الاستعراضي المعهود والمغلف بانتهازية سياسية مقيتة، يهدف في المقام الأول والأخير إلى تأليب الشارع الأردني لصالح الجماعة، لكسب نقاط سياسية تقوي موقفها الانتخابي.  

وأكد قرمان، أنّ حماس تسعى لتفريغ أزمتها تارة باتجاه السلطة الفلسطينية وتارة أخرى باتجاه الأردن، وأنّ ذلك نابع من إنكار واقع الحركة المتلاطمة بين أدائها الرديء في المجالات العسكرية والسياسية والتفاوضية لحرب غزة، وهروباً من نتائج معركة رفح القادمة، لافتاً إلى أنّ هذا الواقع يقابله ازدياد الضغط الإيراني عليها لإظهار قوة الحركة وتماسكها من خلال كسر بعض ثوابت السياسة الفلسطينية؛ إمّا بافتعال صدام داخلي فلسطيني، وإمّا بمعارك جانبية مع المحيط العربي، في سبيل إيجاد مسارات جديدة لحركة المحور الإيراني وميليشياته، ضمن استراتيجية إعادة تموضعه، مستهدفاً حصد المزيد من العواصم العربية وتطويعها تحت سيطرة التأثير الإيراني.