رغم المعاناة.. أهل غزة ينشدون في استقبال شهر رمضان تزامنًا مع القصف والتجويع
أهل غزة ينشدون في استقبال شهر رمضان تزامنًا مع القصف والتجويع
ما يقرب من 2.3 مواطن فلسطيني موجودين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة في انتظار شهر رمضان الأصعب الذي يمر عليهم، مع توقعات باستمرار الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر العام الماضي، وفشل التوصل إلى هدنة مع رفض الجانبين الإسرائيلي وحماس للتوصل إلى هدنة في شهر رمضان، مما يُجبر ملايين الفلسطينيين على حياة مميتة مثل الشهور الماضية.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تسبب التصعيد في غزة لتعريض حياة نحو 2.2 مليون فلسطيني لمخاطر المجاعة والأمراض، وأصبح الجوع هو السمة الأساسية في قطاع غزة في ظل عدم توافر المواد الأساسية بالقطاع، وكذلك عدم توافر كهرباء ومياه شرب.
الحرب في شهر رمضان
يتزامن قدوم شهر رمضان هذا العام مع مرور خمسة أشهر من الحرب المتواصلة، خلفت خلالها تأثيرات اقتصادية واسعة على الاقتصاد الفلسطيني، على رأسها انعدام مقومات الحياة لدى المواطنين، وانقطاع المواد الغذائية وتضاعف أسعار المتوفر منها بشكل جنوني، ما يزيد من الأعباء على المواطنين.
وقد حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، من وضع خطير للغاية إذا لم تتوصل إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق نار في غزة بحلول شهر رمضان، وقال بايدن في تصريح للصحفيين: إذا بلغنا ظروفًا يستمر فيها ما يجري خلال رمضان، فقد تكون إسرائيل والقدس خطيرة للغاية، مشددًا على أنه لا أعذار لإسرائيل في مواصلتها منع وصول مزيد من المساعدات إلى غزة.
زينة رمضان
ويقوم المواطنون في قطاع غزة - وبالتحديد في خيام اللاجئين - بتزيين الخيام بالزينة المعتادة لشهر رمضان، ووسط تجمعات الخيم في منطقة مواصي خان يونس غرب المدينة، كان بعض الفتية يقدمون عروضًا بهلوانية بين النازحين، تعتمد على حركة الجسد بالإضافة إلى فقرة نفخ النار، احتفالًا بقدوم شهر رمضان، على الرغم من صوت الطائرات الإسرائيلية الذي لا يتوقف.
ويؤكد الباحث السياسي، طوني حبيب، أن الشعب الفلسطيني يريد استمرار الحياة رغم المعاناة، وبالرغم من ذلك فهناك قادة حماس وقادة إسرائيل يريدون خلق التلاعب وبدل التوصل لاتفاق وسلام في رمضان، يريدون الوصول إلى وضع يُسوِّد وجه إسرائيل وتستمر فيه المعاناة في غزة، حيث هي رؤية "السنوار" التي تعتمد على مزيد من الاشتعال بالمنطقة.
وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة - أن الفلسطينيين أبدعوا خلال الحرب، وهو ما نراه من توليد كهرباء ضعيفة، واستخدام الحطب في طهي الطعام وتعليق الزينة، حتى لا ينسى الأطفال أن القطاع لا يزال موجودًا رغم ما مرّ به من حرب شرِسة لمدة 5 أشهر.