أستاذ علوم سياسية: التعنت الإسرائيلي والأمريكي يُعرقل جهود إعادة إعمار غزة ويُهدد الاستقرار في المنطقة

أستاذ علوم سياسية: التعنت الإسرائيلي والأمريكي يُعرقل جهود إعادة إعمار غزة ويُهدد الاستقرار في المنطقة

أستاذ علوم سياسية: التعنت الإسرائيلي والأمريكي يُعرقل جهود إعادة إعمار غزة ويُهدد الاستقرار في المنطقة
حرب غزة

تُكثّف مصر ودول عربية جهودها الدبلوماسية لدفع خطة إعادة إعمار قطاع غزة، الذي يُعاني من دمار واسع جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة. ورغم التحركات الحثيثة لتخفيف معاناة المدنيين، فإن إسرائيل تُواصل فرض قيودها المشددة، بينما تُبدي واشنطن موقفًا مترددًا، مما يُعرقل تنفيذ الخطة بشكل فعلي.
جهود مصرية وعربية حثيثة


تتحرك القاهرة عبر قنوات دبلوماسية مكثفة لإقناع الأطراف الدولية بضرورة الإسراع في إعادة الإعمار، باعتبارها جزءًا أساسيًا من أي حل مستدام للأزمة. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فقد أجرت مصر اتصالات مع مسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إضافةً إلى مشاورات مع قيادات فلسطينية، بهدف وضع آلية واضحة لضمان دخول المساعدات وإعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع.


من جانبها، تسعى دول خليجية، من بينها قطر والسعودية، إلى توفير التمويل اللازم لمشروعات الإعمار، وسط محاولات لحشد دعم دولي يمنع إسرائيل من عرقلة تنفيذ المشاريع.


تعنت إسرائيلي وموقف أمريكي ضبابي


ورغم هذه المساعي، تواصل إسرائيل فرض قيود مشددة على دخول مواد البناء والمساعدات إلى غزة، متذرعةً بمخاوف أمنية.

وترفض تل أبيب السماح بإعادة الإعمار قبل تحقيق ما تسميه "ضمانات أمنية"، في إشارة إلى اشتراطات تتعلق بالرقابة على أي مواد قد تُستخدم في تعزيز القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية.


أما الولايات المتحدة، فرغم إعلانها دعم الجهود الإنسانية، فإنها لم تتخذ موقفًا حاسمًا للضغط على إسرائيل لتسهيل عمليات إعادة الإعمار. وتُرجع مصادر مطلعة هذا التردد إلى الحسابات السياسية الداخلية لإدارة بايدن، والتي تخشى من ردود فعل معارضة داخل الكونغرس أو من اللوبيات الداعمة لإسرائيل.


تداعيات التأخير على الوضع الإنساني


على الأرض، يعيش سكان غزة أوضاعًا كارثية مع استمرار الحصار وتأخر إعادة الإعمار. فوفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 60% من البنية التحتية في القطاع تضررت، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية، خصوصًا مع نقص المياه والكهرباء والخدمات الصحية.


ويرى مراقبون أن استمرار التعنت الإسرائيلي والمماطلة الأمريكية قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع مجددًا، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والضغط المتزايد من الفصائل الفلسطينية لاتخاذ خطوات أكثر حدة لرفع الحصار.


آفاق التحرك العربي والدولي


في ظل هذه التحديات، تتجه مصر وشركاؤها العرب إلى البحث عن بدائل دبلوماسية، تشمل إشراك الأمم المتحدة بشكل أكثر فاعلية، والضغط عبر المحافل الدولية لفرض حلول تُلزم إسرائيل بتسهيل إعادة الإعمار.


أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن استمرار التعنت الإسرائيلي في منع تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة، إلى جانب الموقف الأمريكي المتردد، يعرقل الجهود الدبلوماسية المصرية والعربية الرامية إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع.


وأوضح سلامة - في تصريحاته لـ"العرب مباشر" - أن "القاهرة تبذل جهودًا حثيثة لإيجاد حلول عملية تُلزم إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات ومواد البناء، لكن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تصر على وضع شروط أمنية تعجيزية، مما يعقد المشهد أكثر".


وأضاف أن "الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في هذا الملف، إلا أن موقفها غير الحاسم يعكس حسابات سياسية داخلية وخارجية، حيث تخشى إدارة بايدن من الضغوط الإسرائيلية والكونغرس، مما يجعلها تتبنى مواقف متذبذبة لا تُمارس ضغوطًا كافية على تل أبيب".


وأشار سلامة إلى أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، كما قد يزيد من احتمالات التصعيد الأمني في المنطقة، خصوصًا مع تصاعد الغضب الشعبي داخل القطاع. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل بفاعلية والضغط على إسرائيل لإزالة العراقيل أمام إعادة الإعمار، باعتبار ذلك ضرورة إنسانية واستراتيجية لاستقرار المنطقة.