تعرضت منصة “إكس” (تويتر سابقًا) لهجوم سيبراني ضخم يوم الاثنين، مما تسبب في انقطاع واسع النطاق للخدمة وأثار مخاوف بشأن الأمن الرقمي لمنصة تُعد من أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم.

وأعلن الرئيس التنفيذي للمنصة، الملياردير إيلون ماسك، عن الهجوم في تغريدة عبر حسابه الرسمي، حيث قال:
“هناك، وما زال، هجوم سيبراني ضخم ضد (إكس). نتعرض للهجمات يوميًا، لكن هذا الهجوم تم بموارد كبيرة. إما مجموعة منسقة ضخمة أو دولة تقف وراءه. جارٍ التتبع.”

أعطال واسعة وتأثر ملايين المستخدمين

وفقًا لموقع “Downdetector”، المختص بمراقبة أعطال المنصات الرقمية، شهدت منصة “إكس” انقطاعًا واسع النطاق، حيث أبلغ أكثر من 40,000 مستخدم عن مشكلات في الوصول إلى حساباتهم خلال الساعات الأولى من الهجوم.

وتوزعت التقارير على نطاق جغرافي واسع، حيث سجل الموقع أكثر من:
 • 21,000 بلاغ في الولايات المتحدة
 • 10,800 بلاغ في المملكة المتحدة
 • آلاف البلاغات الأخرى من دول أوروبا، آسيا، وأمريكا اللاتينية

وأكد العديد من المستخدمين أن المنصة لم تكن تعمل بشكل طبيعي، إذ واجه البعض صعوبة في تحميل المنشورات أو تحديث الخط الزمني، بينما لم يتمكن آخرون من تسجيل الدخول إلى حساباتهم. كما أبلغ بعض المستخدمين عن بطء شديد في الأداء وعدم ظهور الإشعارات بشكل صحيح.

مخاوف من هجوم سيبراني ترعاه جهات دولية

تصريحات ماسك حول حجم الهجوم وموارده الهائلة أثارت تكهنات حول الجهة التي قد تكون وراءه، ولمّح بعض الخبراء إلى احتمال تورط دولة ما بالنظر إلى تعقيده وتزامنه مع تصاعد التوترات العالمية في الفضاء السيبراني.

وقال جيمس كونور، خبير الأمن السيبراني في معهد “سايبر ديفينس”:
“الهجمات الإلكترونية على هذا النطاق عادةً ما تكون من تنفيذ جهات مدعومة حكوميًا، وليس مجرد قراصنة مستقلين. قد يكون هذا الهجوم جزءًا من استراتيجية أوسع لاستهداف البنى التحتية الرقمية للمنصات المؤثرة.”

في المقابل، لم تصدر منصة “إكس” بيانًا رسميًا حتى الآن حول تفاصيل الهجوم أو الجهات المحتملة وراءه، لكن فرق الأمن السيبراني التابعة للشركة تعمل على تعقب مصدر الهجوم ومحاولة احتوائه.

تاريخ من الهجمات السيبرانية على المنصة

هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها منصة “إكس” لهجمات سيبرانية، إذ شهدت سابقًا محاولات اختراق متعددة، استهدفت بعضها حسابات شخصيات بارزة، مثل:
 • الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما
 • رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك
 • رجل الأعمال بيل غيتس

لكن الهجوم الأخير يبدو أكثر تعقيدًا، حيث تزامن مع تحذيرات أمنية متزايدة بشأن الهجمات السيبرانية المدعومة حكوميًا، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة، الصين، روسيا، ودول أخرى.

ورغم أن المنصة بدأت بالفعل في استعادة خدماتها تدريجيًا، إلا أن هذا الهجوم يضع “إكس” وإدارة ماسك في موقف صعب، خاصة بعد سلسلة من التغييرات التقنية والإدارية المثيرة للجدل منذ استحواذه على الشركة في عام 2022