من هو بشار المصري.. الملياردير الذي يرشحه ترامب لإدارة غزة
من هو بشار المصري.. الملياردير الذي يرشحه ترامب لإدارة غزة

بينما تتواصل المساعي الدولية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، برز اسم الملياردير الفلسطيني الأمريكي بشار المصري كمرشح محتمل لإدارة القطاع في مرحلة ما بعد النزاع. وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس تعيين المصري في هذا الدور، مستندة إلى علاقاته القوية بدوائر صنع القرار في واشنطن وامتلاكه سجلًا استثماريًا واسعًا يمتد إلى إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط. المصري، الذي كان جزءًا من مشاورات حساسة مع مبعوث ترامب آدم بوهلر، يتمتع بنهج براغماتي يجعله محل ثقة الولايات المتحدة، في وقت يبحث فيه الفلسطينيون عن قيادة قادرة على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، فهل يكون المصري رجل المرحلة القادمة؟
رجل ترامب بعد الحرب
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس تعيين رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشار المصري لإدارة شؤون غزة في مرحلة ما بعد الحرب. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن المصري يُعد شخصية مقربة من آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي في مفاوضات الرهائن، وقد لعب دورًا في بعض النقاشات رفيعة المستوى التي جرت في الأشهر الأخيرة بشأن مستقبل غزة.
خلال هذه الفترة، كان المصري يُسافر على متن الطائرة الخاصة ببوهلر، ما يعكس حجم العلاقة بينهما. وبينما كان بوهلر يقود تحركات دبلوماسية معقدة تضمنت مفاوضات مع حماس، احتفظ المصري بحضور سري في بعض هذه اللقاءات، وفقًا لما ذكرته مصادر إعلامية.
من هو بشار المصري؟
يُعرف بشار المصري بأنه رجل أعمال فلسطيني بارز يحمل الجنسية الأمريكية، وُلد في مدينة نابلس عام 1961. حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة فرجينيا بوليتكنيك في الولايات المتحدة، وبدأ مسيرته المهنية في واشنطن قبل أن يعود منتصف التسعينيات إلى الضفة الغربية، حيث استقر في رام الله.
تميز المصري بكونه رائدًا في قطاعات الاقتصاد والإعلام الفلسطيني، حيث كان أحد مؤسسي صحيفة "الأيام"، أول صحيفة يومية فلسطينية.
كما كان صاحب رؤية مشروع مدينة "روابي"، التي تُعد أول مدينة نموذجية في فلسطين، والتي أُطلق عليها اسم "مدينة الأحلام" نظرًا لطابعها العصري.
وفي عام 2021، أطلق المصري مشروع "لنا القدس" في الجزء الشرقي من المدينة المقدسة، بهدف دعم سكانها الفلسطينيين.
يمتلك المصري سجلًا حافلًا في ريادة الأعمال، حيث أسهم في تأسيس شركات فلسطينية في مجالات الصحافة، والخدمات المالية، والاتصالات، والإعلانات.
كما لعب دورًا محوريًا في إنشاء أول صندوق استثماري لدعم القطاع الخاص الفلسطيني.
عام 2018، صنفته مجلة "فورتشن" العالمية ضمن قائمة أفضل 50 قائدًا في العالم، واحتفت به شبكة CBS الأمريكية في إحدى حلقات برنامج "60 دقيقة"، حيث سلطت الضوء على نجاحاته.
كيف ينظر الإعلام الإسرائيلي إلى المصري؟
وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن بشار المصري ليس مجرد رجل أعمال فلسطيني، بل شخصية لها تأثير إقليمي واسع. وتؤكد صحيفة "جيروزاليم بوست" أن المصري يملك استثمارات في عدة دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، وهو ما يجعله شخصية عملية تتبنى نهجًا اقتصاديًا قريبًا من رؤية الرئيس ترامب للمنطقة.
ورغم أن المصري شارك في شبابه في الاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه اليوم يُنظر إليه على أنه شخصية براغماتية بعيدة عن أي ارتباطات سياسية بحماس أو السلطة الفلسطينية.
وتُشير التقارير إلى أن هويته المزدوجة – كفلسطيني أمريكي – تمنحه قدرة استثنائية على المناورة بين الأوساط الاقتصادية الفلسطينية وصناع القرار في واشنطن.
ملياردير بملامح سياسية؟
يرى مراقبون أن ثروة المصري ونهجه العملي وحياده السياسي نسبيًا، عوامل تجعل منه مرشحًا محوريًا لإدارة جهود إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب. كما أن ارتباطه الوثيق بالمبعوثين الأمريكيين قد يسهل عليه العمل ضمن خطة دولية لإعادة ترتيب المشهد السياسي والاقتصادي في القطاع.
من جهة أخرى، فإن صلة القرابة التي تربط المصري بعمه، منيب المصري، أحد أبرز رجال الأعمال الفلسطينيين، تعزز مكانته داخل النخبة الاقتصادية الفلسطينية، حيث ظلت عائلته منخرطة في مشاريع استثمارية كبرى في المنطقة لسنوات طويلة.
وفي تصريح سابق، قال بشار المصري: "إذا كان بإمكاننا بناء مدينة، فيُمكننا بناء دولة"، وهو ما يعكس رؤيته لإعادة الإعمار من بوابة التنمية الاقتصادية.