"عبدالناصر قرداش".. المرشح لخلافة البغدادي الذي سقط في قبضة المخابرات العراقية
بعد أشهر قليلة من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأكتوبر الماضي، مقتل زعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي"، في عملية شديدة الخطورة نفذتها القوات الأميركية الخاصة التي استهدفت مكانه في قرية "باريشا" بريف محافظة إدلب في سوريا، ما زال خليفته الإرهابي غير مُعلَن حتى الآن بصورة كاملة.
وفي ضربة قاسمة، تمكن جهاز المخابرات العراقي، من اعتقال أحد أهم قيادات داعش والمرشح لخلافة أبو بكر البغدادي، والقبض على الإرهابي المدعو "عبد الناصر قرداش"، دون كشف أي تفاصيل إضافية عن عملية القبض، بينما يخضع للتحقيق في جهاز المخابرات الوطني.
مَن هو "عبدالناصر قرداش"؟
شغل "قرداش" منصب رئيس اللجنة المفوضة في داعش، حيث كان يعمل مع التنظيم منذ بدايته مع "أبو مصعب الزرقاوي" حتى أصبح قيادياً وتولى بنفسه معارك الباغوز.
اسمه الحقيقي هو "طه عبد الرحيم عبد الله بكر الغساني"، وبعد انضمامه للإرهاب باتت كنيته هي "حجي عبد الناصر قرداش"، وولد في ١٩٦٧ بتلعفر، بينما يسكن في الموصل حي مشيرفة.
السجل الإرهابي من "القاعدة" لداعش
انضم لتنظيم القاعدة في محافظة نينوى في عام 2007 ، وعمل بصفة إداري بولاية الجزيرة حتى نهاية العام، ثم أصبح والي الجزيرة، وخلال ذلك نفذ الكثير من العمليات الإرهابية التي استهدفت القوات العراقية والمواطنين.
وبعد 3 أعوام، تم تكليفه من والي الشمال "جنوب الموصل والموصل والجزيرة وكركوك" بتولي منصب نائب له، ثم أمر أبو عمر البغدادي بتوليه منصب والي ولايات الشمال، وفي أواخر عام 2011 التقى بأبو بكر البغدادي في أطراف محافظة بغداد الذي ولاه منصب أمير التصنيع والتطوير.
وعقب ذلك كلفه البغدادي بالذهاب إلى سوريا وإنشاء مصانع أسلحة ومتفجرات وكواتم لتجهيز الولايات بها، حيث قابل البغدادي أكثر من 100 مرة، حيث توجد وثائق تحمل توقيع قرداش يخاطب فيها البغدادي بشكل مباشر من خلال ترؤسه اللجنة المفوضة، حيث يعتبر بنك معلومات التنظيم.
بعد الانشقاقات بالتنظيم وخروج جبهة النصرة عن داعش، تولى قرداش منصب والي الشرقية حيث وقعت تحت ولايته "الحسكة ودير الزور والرقة"، ثم بعدها أصبح "والي البركة".
وبعد إعلان الخلافة أصبح نائب أمير اللجنة المشرفة، ثم أمير اللجنة، ثم نائب متحدث داعش "أبو محمد العدناني" وأميراً للجنة المفوضة، وبعد مقتل "العدناني"، بات أمير اللجنة ونائباً للبغدادي.
أشرف "قرداش" على معركة "كوباني" والسيطرة على مدينة تدمر وحلب ودمشق ومعارك الباب، وكان مسؤولاً عن صناعة ومتابعة وتطوير غاز الخردل الذي تم استخدامه في استهداف القوات العراقية داخل العراق فقط، وقاد عدة مفاوضات بين التنظيم والفصائل والمجموعات الأخرى، لذلك كان المرشح الأقرب لقيادة داعش بعد البغدادي.
اعترافات خليفة البغدادي
خلال اعترافاته للمخابرات العراقية، كشف أن قيادات داعش راجعت أفكار التنظيم بعد أن خسرت العديد من المواقع خلال السنوات الأخيرة، كما تحدث عن شدة الخلافات داخل التنظيم بين العرب والأجانب، وسرقة الأموال وإخراجِ العوائل أثناء المعارك، والخلاف على قتل الأسرى، ومنهم معاذ الكساسبة.
المثير للجدل، أن "قرداش" وصف البغدادي بـ"غير العادل"، كما تحدث أيضاً في اعترافاته عن مصطلح "المجاهدين والأنصار"، وآلية توزيع الفريقين داخل التنظيم ومهمة كل منهما، فضلاً عن وجود خلافات عدة داخل التنظيم بين العرب والأجانب، بسبب إخراج العوائل أثناء المعارك.