عبدالله المحسيني.. لسان قطر وتركيا المسموم في سوريا
اتخذ من الدين ستارًا لأعماله الإجرامية، ودعم بها الإرهاب وزرع التطرف والجهاد في أذهان الشباب، وتطويعهم لتشكيل ميليشيات ضخمة تنفيذًا لمخططات إرهاب قطر وتركيا بسوريا التي مزقتها الحروب والجماعات، ليغير جلده من داعية سعودي إلى إرهابي على القائمة السوداء.
عبدالله بن محمد بن سليمان المحيسني.. ذاع صيته في الأعوام الأخيرة كإرهابي يضطلع بتنفيذ الأجندة التركية والقطرية في سوريا، وإشعال الأوضاع، وتكوين جبهات من المرتزقة، حيث إنه المفتي الشرعي لجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وهو ضيف دائم وشهير عبر قناة "الجزيرة" القطرية.
علاقته بقطر والإرهاب
بدأت علاقته بقطر، حيث كان إمامًا للمسجد القطري في مكة المكرمة، ثم انتقل للإقامة بالدوحة بعد فراره عبر باكستان، بسبب قيود حكومية، حيث بدأت قطر في إعداده عبر منصاتها الإرهابية، ليكون ذراعًا جديدة لهم بالمنطقة العربية.
عقب فترة، وتحديدًا بنهاية 2013، أرسلته قطر إلى سوريا، لتنفيذ أغراضها ودعم الفصائل الإرهابية، وتوصيل رواتبهم ورعايتهم لصالح الدوحة، وسعى لجمع الأموال من قطر لتأمين وتطوير المدفعية والأسلحة المتقدمة للميليشيات المتطرفة في سوريا.
ولاحقًا انضم إلى جبهة النصرة، وتولى جمع الأموال والتبرعات للتنظيم عبر عدد من الحملات، بالإضافة إلى ضم المقاتلين الإرهابيين، حيث انتشرت له مقاطع فيديو يوهم الشباب بأنه في حال وفاتهم سينتقلون إلى الجنة ويتزوجون من الحور العين، بزعم أن جبهة النصرة هي معبرهم لذلك.
تولى منصب قاضي شرعي يحكم بين الفصائل المختلفة مثل تنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة الموالية لـ"القاعدة"، و"أحرار الشام"، لحين الصدام بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، في فبراير 2014، ليدعم الجبهة.
المثير للجدل، أنه في مارس 2018، صنفت الدوحة المحيسني على قوائمها للإرهاب، لتورطه في دعم وتمويل الإرهاب بدول المنطقة، بضغوط أميركية وأوروبية، إلا أنها في الحقيقة ما زالت تدعمه عبر عدة وسائل.
خدمته لتركيا
كما أنه أيضًا عمل لتحقيق أغراض تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، وتنفيذ أوامره بالحصول على دعم جميع الفصائل الإرهابية، وتبديل حقيقة عدوانه على سوريا إلى شكل آخر مزيف هو أنه يسعى لإنقاذهم وليس تدميرهم ونهب ثروات البلاد.
ارتبط المحسيني بعلاقة قوية مع تركيا ودعم مصالحها مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، منها تسهيل نقل الأسلحة المتطورة ونقل المرتزقة إلى ليبيا.
وفي أكتوبر عام 2016، أجرت صحيفة "يني شفق" الموالية لنظام أردوغان، حوارًا مع المحيسني، الذي امتدح فيه سلاطين الدولة العثمانية وفند إنجازاتهم متجاهلًا جرائمهم وانتهاكاتهم العديدة.
ووصل الأمر إلى مطالبته الشباب بالانضمام للقتال في ليبيا ضد الجيش الوطني، معتمدًا على الفتاوى المتطرفة الإرهابية للمفتي الصادق الغرياني، داعيًا إلى ما وصفه بـ"الجهاد والنفير وتقديم الأرواح رخيصة لمواجهة القوات المسلحة"، ودعم الجبهة القطرية والتركية.
متصدر لقوائم الإرهاب
عقب عامين من ذلك الحين، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية على 4 من قيادات جبهة النصرة، من بينهم المحيسني، حيث وصفته بأنه "مسؤول تجنيد مقاتلين شمال سوريا"، وجزء من "دائرة القيادة الداخلية" لجبهة النصرة.
وفي 2017، تم إدراجه ضمن قائمة الجماعات والكيانات الإرهابية ذات الصلة الوثيقة بقطر، والتي أعلنتها الدول الرافضة للإرهاب "السعودية والإمارات والبحرين ومصر"، والتي تتكون من 59 فردًا و12 كيانًا في قوائم الإرهاب المحظورة.