الجيش الليبي يكثّف معاركه.. وخبير: يسعى لانتشال البلاد من براثن إرهاب تركيا

الجيش الليبي يكثّف معاركه.. وخبير: يسعى لانتشال البلاد من براثن إرهاب تركيا
صورة أرشيفية

تشهد ليبيا في الآونة الأخيرة تطورات ضخمة، بين أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودفعه لآلاف المرتزقة السوريين بها، فضلًا عن انتشار الميليشيات المسلحة، بينما يسجل في مرماهم الجيش الوطني الليبي ضربات موجعة.

الجيش يستعيد المدن

في أيام قليلة تمكن الجيش الوطني الليبي من تنفيذ عمليات مهمة، حيث أسقطت قوات الدفاع الجوي 13 طائرة تركية مسيرة في مناطق مختلفة، في ترهونة والشوريف ومزدة ونسمة وغريان، حول العاصمة طرابلس، ضمن معركة الأصابعة.

بينما تمكنت مقاتلات سلاح الجو الليبي من دك تمركزات الميليشيات في المنطقة ما بين الأصابعة وغريان، وكبدتهم خسائر فادحة، فيما تستمر المعارك في محاور القتال في شرق مدينة مصراتة، بالإضافة لحركة المدفعية والدبابات من حين لآخر في القداحية والوشكة، خلال احتشاد الميليشيات قرب تاورغاء شرق مصراتة، ولكنها لا تستطيع التقدم بعد تاورغاء حيث إن القوات الجوية استعادت السيادة الجوية بالاستطلاع والرصد والواجبات القتالية.

كما أوقع الجيش الليبي عددًا من الإرهابيين في معسكر اليرموك بالعاصمة طرابلس، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 قتيل ونحو 20 أسيرًا سوريًّا بالإضافة لعناصر الميليشيات الليبية.

الاقتراب من تحرير الهيرة

بينما اقترب الجيش الليبي من تحرير منطقة الهيرة جنوبي العاصمة طرابلس بالكامل، بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات حكومة السراج، من أجل الحفاظ على المؤسسات فيها والسيطرة على الأعمال التخريبية بها.

اشتباكات بغريان

وقبل أيام، اندلعت الاشتباكات في محاور مدينة غريان وجنوب طرابلس، فيما استهدف الجيش الليبي معسكر الشؤون الفنية المعروف "بالسلخانة" بمدينة غريان، وتجمعات من الميليشيات في كوبري جندوبة. 

كما دمر الجيش الليبي مخازن أسلحة تابعة للميليشيات والمرتزقة الموالين لتركيا بغريان ومعسكر أبو رشادة على التوالي بغارات جوية عنيفة، وأسقط أكثر من 10 طائرات مسيرة تركية.

انتهاكات ميليشيا السراج

فيما اغتالت ميليشيات حكومة فايز السراج ومرتزقة تركيا، القيادي الليبي عبدالله مخلوف، بـ5 رصاصات عقابًا له على دعم جيش بلاده، حيث إنه أحد قيادات الأمازيغ في الجبل الغربي وكان يشغل منصب رئيس المجلس التسييري لمدينة كاباو شمال غربي ليبيا وقبل أيام أعلن تأييده للجيش الوطني الليبي ورفضه للتدخل التركي وسطوة الإرهاب في ليبيا.

كما اقتحمت ميليشيات السراج مكتب وزارة الأوقاف بغرب ليبيا، وتسببت في انتهاكات عديدة ومقتل الكثير وتدمير المباني.

مرتزقة أردوغان

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان رصده قبل أيام عملية نقل لمرتزقة إلى ليبيا عبر تركيا، ليرتفع عدد مرتزقة أردوغان إلى ما يزيد على 10 آلاف مسلح.

وأضاف المرصد: أنه وصلت دفعة جديدة تضم 500 مسلح من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، للمشاركة بالعمليات العسكرية إلى جانب ميليشيات حكومة فايز السراج ضد الجيش الوطني الليبي، مؤكداً أن أعداد المرتزقة في الأراضي الليبية بلغ حتى الآن نحو 10100 مرتزق، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3400 مجند.

وأشار إلى أنه هناك نحو 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا يقاتلون ضمن فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.

بينما استقدمت تركيا آلاف الجنود على متن نحو 3400 آلية عسكرية إلى منطقة "خفض التصعيد"، في الشمال السوري وذلك منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد في الخامس من شهر مارس الماضي.

انتهاكات تركيا 

أكد المحلل السياسي الليبي أحمد بلقاسم أن الجيش الوطني الليبي يحاول استعادة السيطرة الكاملة على البلاد، ويتصدى للإرهاب وانتهاكات حكومة السراج، ويحقق نجاحات كبيرة وعديدة على الأرض.

وأضاف بلقاسم: أن الجيش الليبي يتحرك في مختلف محاور القتال بالعاصمة طرابلس، مشيراً إلى أنه تم إطلاق العديد من المبادرات لتخفيف ضرب وإطلاق النار بالبلاد من أجل تأدية الشعائر الدينية وتبادل الزيارات، منها قبيل عيد الفطر، إلا أن الميليشيات لم تقبل بذلك وهاجمت ترهونة والأصابعة.

ومن ناحية أخرى، أوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستمر في انتهاكاته وأعماله الإجرامية بالزج بالمرتزقة ودعم الميليشيات الإرهابية، منتهكًا القرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى طرابلس، فضلًا عن ضربه بعرض الحائط لإرادة المجتمع الدولي ومخرجات مؤتمر برلين، الخاصة بتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وتسريح ونزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.

وطالب المحلل السياسي بضرورة وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا وسرعة تنفيذه، متوقعًا أن يزيد الجيش الليبي من عملياته خلال الفترة القادمة لتحرير المزيد من المدن والبلدات وتطهيرها من الإرهاب.