محلل فلسطيني: الهدنة المرتقبة في غزة خطوة أولى لكنها بحاجة إلى ضمانات دولية
محلل فلسطيني: الهدنة المرتقبة في غزة خطوة أولى لكنها بحاجة إلى ضمانات دولية

تتواصل الجهود الإقليمية والدولية بشكل مكثف لاحتواء الأوضاع في قطاع غزة والتوصل إلى هدنة شاملة تضع حدًا للعدوان المستمر منذ شهور، وسط مؤشرات على اقتراب التوصل إلى اتفاق برعاية مصرية وقطرية وبدعم أمريكي مباشر.
وأكدت مصادر مطلعة، أن حركة حماس قدمت ردًا إيجابيًا على المقترح المصري- القطري لوقف إطلاق النار، والذي يتضمن الإفراج عن عددٍ من الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف العمليات العسكرية بشكل تدريجي وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأشارت المصادر، أن الرد جاء بعد مشاورات داخلية مطولة، وسط تأكيدات من الحركة على ضرورة أن يكون الاتفاق بداية حقيقية نحو وقف دائم للعدوان ورفع الحصار المفروض على القطاع.
وفي هذا السياق، تواصل مصر وقطر جهودهما الدبلوماسية المكثفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال عقد اجتماعات غير معلنة والعمل على تقريب وجهات النظر.
وقالت مصادر دبلوماسية: إن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في تذليل العقبات أمام تنفيذ الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بآلية وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات دون عراقيل.
من جانبه، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الأزمة بشكل أكثر فاعلية في ظل رغبة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعب دور رئيسي في التوصل إلى اتفاق يعزز صورته الدولية.
في الوقت نفسه، يعيش قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، مع ارتفاع أعداد الضحايا والجرحى وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والمساعدات الإغاثية.
وتدفع هذه الأوضاع المأساوية المجتمع الدولي إلى الضغط بشكل متزايد لوضع حد للحرب التي دخلت شهرها العاشر.
ويرى مراقبون، أن الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة، خاصة مع دخول عدة أطراف دولية على خط الأزمة، وسط آمال بأن تنجح الجهود المصرية القطرية الأمريكية في كبح جماح التصعيد وفتح نافذة نحو تهدئة طويلة الأمد تضع حدًا لمعاناة سكان غزة.
وسط التحركات الإقليمية والدولية المكثفة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، اعتبر الدكتور طارق أبو العز، المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية، أن الجهود الجارية بقيادة مصر وقطر وبمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية قد تمثل "خطوة أولى نحو تهدئة مؤقتة"، لكنها تحتاج إلى ضمانات واضحة لتجنب الانزلاق إلى جولة جديدة من التصعيد.
وقال أبو العز ـ في تصريحات خاصة للعرب مباشرـ: إن الرد الإيجابي لحركة حماس على المقترح المصري- القطري يعكس استعدادًا فلسطينيًا حقيقيًا لوقف نزيف الدماء، لكن القلق الأكبر يتمثل في غياب الضمانات الإسرائيلية واستمرار العمليات العسكرية على الأرض، مشيرًا أن التجارب السابقة تجعل من الضروري وجود طرف دولي ضامن يراقب تنفيذ أي اتفاق.
وأوضح، أن الدور المصري حاسم في هذه المرحلة نظرًا لثقة جميع الأطراف بالقاهرة، كما أن دخول قطر والولايات المتحدة على خط الوساطة يعزز فرص التوصل إلى اتفاق، خصوصًا في ظل الضغط الأمريكي المباشر على الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو.
وأضاف: "غزة بحاجة إلى أكثر من مجرد هدنة مؤقتة. المطلوب هو معالجة جذرية للأوضاع، بما في ذلك رفع الحصار المستمر منذ سنوات، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، وفتح معابر القطاع أمام المساعدات والاحتياجات الإنسانية".
واختتم أبو العز تصريحه بالقول: إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، وأن الشعب الفلسطيني يأمل في أن تثمر هذه الجهود عن نتائج حقيقية تخفف من الكارثة الإنسانية المستمرة، مؤكدًا أن استمرار الدعم العربي والدولي هو مفتاح نجاح أي اتفاق.