محلل فلسطيني: دعوة الأمم المتحدة لإنهاء أزمة غزة خطوة مهمة تحتاج إلى ضغط دولي حقيقي
محلل فلسطيني: دعوة الأمم المتحدة لإنهاء أزمة غزة خطوة مهمة تحتاج إلى ضغط دولي حقيقي

جددت الأمم المتحدة، اليوم، دعوتها للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل وتوفير حلول سريعة وفعالة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية والدمار واسع النطاق الذي يعاني منه القطاع منذ أشهر.
وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق المنظمة البالغ إزاء استمرار معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، مشددًا على أن الأوضاع الحالية "كارثية وغير مقبولة"، وتتطلب تدخلاً دوليًا فوريًا لتفادي مزيد من الانهيار الإنساني.
وأضاف: أن حجم الدمار والاحتياجات يفوق قدرات وكالات الإغاثة، وأن الأولوية القصوى الآن هي وقف الأعمال القتالية، وفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية.
وأكدت الأمم المتحدة، أن نحو 82% من سكان قطاع غزة اضطروا للنزوح بسبب استمرار القصف والدمار، فيما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مع انهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
كما حذرت من أن انعدام الأمن الغذائي يهدد ملايين الفلسطينيين، وسط انتشار المجاعة وسوء التغذية بين الأطفال والنساء.
وطالبت المنظمة الدولية جميع الأطراف المعنية بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات دون قيود أو عراقيل.
وشددت على أن الحل الوحيد القابل للاستمرار هو الوصول إلى تهدئة فورية تعيد الأمل للمدنيين وتضع حدًا للمعاناة المستمرة.
في السياق نفسه، دعت منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى توفير تمويل إضافي عاجل لمواصلة تقديم الدعم الإنساني، مؤكدة أن الوضع الحالي ينذر بعواقب وخيمة إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لإنهاء الأزمة.
رحب المحلل السياسي الفلسطيني، د. طارق أبو هاشم، بدعوة الأمم المتحدة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، معتبرًا أن هذه الدعوة تعكس حجم الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار والقصف المستمر.
وقال أبو هاشم، في تصريحات للعرب مباشر: إن "المجتمع الدولي لا يمكنه أن يظل متفرجًا على كارثة إنسانية بهذا الحجم"، مؤكدًا أن الوضع في غزة وصل إلى مرحلة الانهيار الكامل، سواء على المستوى الصحي أو الغذائي أو الإغاثي، مشددًا على أن التحرك الأممي بحاجة إلى خطوات عملية وضغط حقيقي على الاحتلال لوقف العدوان وفتح ممرات آمنة.
وأشار أن استمرار العمليات العسكرية وحرمان السكان من المساعدات يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مضيفًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استخدام سياسة العقاب الجماعي وتجويع المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية.
وأكد أبو هاشم، أن الحل الوحيد يكمن في وقف فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار عن القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل مستمر ودون عراقيل، داعيًا إلى تفعيل دور المجتمع الدولي ومجلس الأمن لوضع حد لهذا التصعيد.