محلل سياسي أردني: حزب الإصلاح في مأزق استراتيجي بعد حظر الإخوان

محلل سياسي أردني: حزب الإصلاح في مأزق استراتيجي بعد حظر الإخوان

محلل سياسي أردني: حزب الإصلاح في مأزق استراتيجي بعد حظر الإخوان
جماعة الإخوان

في أعقاب القرار بحظر جماعة الإخوان واعتبارها "تنظيمًا غير مرخص"، بدأ حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للجماعة، والمعروف اليوم باسم حزب الإصلاح، في تحركات مكثفة لإعادة تموضعه داخل المشهد السياسي الأردني، عبر البحث عن تحالفات جديدة تضمن له البقاء والتأثير.


وبحسب مصادر مطلعة في عمّان، يجري الحزب مشاورات خلف الكواليس مع عدد من الأحزاب القومية واليسارية، إضافة إلى قوى عشائرية ومحلية، بهدف تشكيل تكتلات انتخابية جديدة قبل الاستحقاقات النيابية المقبلة. ويأتي هذا التوجه في ظل تراجع القاعدة الشعبية للحزب، بعد تصاعد الانتقادات ضده واتهامه بالولاء لتنظيم خارجي على حساب المصالح الوطنية.


من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الحزب يسعى من خلال هذه التحالفات إلى إعادة تدوير نفسه سياسيًا بعد فقدانه الغطاء القانوني والدعوي الذي كانت توفره الجماعة الأم، خصوصًا مع تصاعد الرقابة الأمنية والقانونية على أنشطته. كما يشير محللون إلى أن الحزب يواجه تحديًا مزدوجًا: محاولة البقاء داخل اللعبة السياسية من جهة، واحتواء النزيف الداخلي في صفوفه من جهة أخرى، بعد انشقاقات متكررة طالت قياداته.


ويُرجّح أن تشهد الساحة الأردنية في الأشهر المقبلة تغييرات في خريطة التحالفات، في ظل التحولات التي فرضها القرار القضائي، والانفتاح الذي تبديه بعض الأحزاب التقليدية تجاه تحالفات براغماتية تُراعي الظروف الجديدة، مع تزايد الضغوط لإبعاد تأثيرات الإسلام السياسي عن الحياة العامة.

قال المحلل السياسي الأردني الدكتور سامي الفاعوري إن حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان في الأردن، يمرّ بـ"مأزق استراتيجي" بعد قرار الحظر القضائي الذي طال الجماعة الأم، مشيرًا إلى أن الحزب بات يبحث عن تحالفات اضطرارية لضمان بقائه في المشهد السياسي.


وأضاف الفاعوري - في تصريحات لـ"العرب مباشر" أن الحزب "يفتقر الآن إلى الغطاء الأيديولوجي والتنظيمي الذي كان يمنحه القوة داخل الشارع، كما أن شعبيته تراجعت نتيجة الانقسامات الداخلية، وضعف قدرته على تقديم خطاب سياسي مغاير للخطاب التقليدي للجماعة".


وأشار إلى أن محاولات الحزب التحالف مع قوى قومية ويسارية أو عشائرية "قد تصطدم باختلافات جوهرية في الرؤية والمرجعية، مما يجعل هذه التحالفات قصيرة الأمد أو غير فاعلة سياسيًا"، لافتًا إلى أن الرهان الحقيقي يكمن في قدرة الحزب على إعادة تعريف دوره السياسي خارج العباءة الإخوانية.


وأكد الفاعوري أن الدولة الأردنية تتجه نحو إعادة هيكلة الحياة الحزبية بما يضمن التعددية ويمنع الاستغلال السياسي للدين، مشددًا على أن "المرحلة المقبلة ستكشف مدى استعداد حزب الإصلاح للتكيّف مع المعادلة الجديدة، أو الانسحاب التدريجي من الفضاء العام".