إسدال الستار على الإخوان.. بَدْء تصويت الانتخابات التونسية
بَدْء تصويت الانتخابات التونسية
انتهي عصر الإخوان "الأحد" بعدما تصدر الإخوان المشهد الانتخابي في البلاد باقتراع المجالس المحلية لعقود من الزمن، حتى جاءت ثورة 25 يوليو لتنهي عصرهم في تونس وتعيدها لطبيعتها تحت قيادة الرئيس قيس سعيد.
وجاء انكفاء الإخوان عن المشهد بعد إجراءات أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيد تحت ضغط الشارع بدأت بتجميد برلمان الذي هيمنت عليه حركة النهضة الإخوانية وتواصلت عبر استفتاء على دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية، كما تتزامن الانتخابات المحلية في تونس مع عملية تطهير المؤسسات الحكومية وجميع الوزارات وعلى رأسها الداخلية، من براثن الإخوان.
فمنذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي يوم 14 يناير وصل الإخوان للحكم بعد أن حل زعيمهم راشد الغنوشي من منفاه من بريطانيا بعد أكثر من 20 عاما، وعاد منتقما لسنوات عمره التي قضاها في لندن وبدأ في التخطيط للهيمنة على مفاصل الحكم، ودخلت البلاد منذ وصول قادة النهضة في دوامة من العنف والإرهاب وبدؤوا يتقاسمون مواقع السلطة.
العشرية السوداء كشفت زيفهم
وقال المحلل السياسي التونسي حازم القصوري، إن الانتخابات المحلية هي عنوان للديمقراطية التشاركية والمباشرة التي ستكون رافعة حقيقية للتنمية الشاملة في كامل ربوع الوطن، وترجمة مطالب الشعب التونسي منذ القرن التاسع عشر إلى اليوم، والتي عبر عنها بشكل تلقائي في 17 ديسمبر 2010 وحاول البعض الركوب على شعاراتها إلا أن العشرية السوداء كشفت ارتهانهم للخارج وعمالتهم وكانت الحركة التصحيحية التي أقدم عليها فخامة الرئيس قيس سعيد تصب في خانة إرجاع السلطة الشعب التونسي والانحياز لتطلعاته في الشغل والكرامة وسيادته على ثرواته كما قراره السيادي.
وأضاف القصوري في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، تونس تدخل مرحلة مفصلية من خلال تثبيت البناء الديمقراطي الذي أرساه دستور 2022 واستكمال مؤسساته الدستورية للانصراف للتنمية الشاملة وإرجاع الحقوق لصاحب السلطة الأصلية الشعب وإرادة الحياة.
قيادات الإخوان في السجون أو يسعون للهرب
ويقول الباحث السياسي التونسي حسن المحنوش: إن قيادات الإخوان في تونس انتهى بهم المطاف إلى الهروب من البلاد أو إلى السجون وبذلك تفرق أنصارهم وبذلك انتهى عصرهم إلى أمد قد يطول بل قد ينتهي إلى الأبد مثلما حدث لهم على امتداد التاريخ منذ خروجهم من المهدية في اتجاه مصر بقيادة المعز لدين الله الفاطمي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن في هذه الانتخابات الجارية لا أعتقد أن لهم وجودا أو تأثيرا يُذكر، إلا أنه يمكن أن يكون لهم مترشحون يدعمونهم عن بعد وهذا لا يمكن أن يستفيدوا منه بشيء، إلا أنه في كل الحالات لا بد من محاصرتهم ووضعهم تحت المراقبة الدقيقة والمتابعة المستمرة اتقاءً لشرهم، خاصة أن عددا من السفارات الغربية والأجنبية تدعمهم وتستعملهم لخدمة مصالحها وهذا أخطر ما في الأمر.