خبير: الإخوان يخترقون وعي الشباب الأوروبي عبر خطاب مزدوج ومنصات ناعمة

خبير: الإخوان يخترقون وعي الشباب الأوروبي عبر خطاب مزدوج ومنصات ناعمة

خبير: الإخوان يخترقون وعي الشباب الأوروبي عبر خطاب مزدوج ومنصات ناعمة
شبكة الإنترنت

في وقت تزداد فيه التحذيرات الأمنية من تغلغل الفكر المتطرف داخل المجتمعات الأوروبية، تُسلط تقارير استخباراتية وإعلامية الضوء على النشاط المتنامي لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، خاصة عبر المنصات الإعلامية والمنابر الدينية التي تستهدف فئة الشباب.
وبحسب مصادر أوروبية رسمية، تعتمد الجماعة على شبكات إعلامية ممولة من مؤسسات مرتبطة بها، لبث رسائلها تحت غطاء قضايا الهوية والدفاع عن حقوق المسلمين، مستخدمة لغات محلية وأسلوبًا حداثيًا يجذب الفئات العمرية الأصغر، ولا سيما من أصول مهاجرة. هذه المنصات تتخذ من مفاهيم مثل "الاندماج" و"التمييز" مدخلًا لبناء سردية موازية تعزز خطاب العزلة والانفصال الثقافي.
من جهة أخرى، حذّرت أجهزة أمنية أوروبية من أن بعض المساجد والمراكز الإسلامية التي تتلقى دعمًا غير مباشر من التنظيم تُستخدم كمنابر لنشر الخطاب الأيديولوجي الإخواني بين الشباب، لا سيما في الجامعات والمناطق ذات الكثافة الإسلامية. وتأتي هذه التحذيرات في وقت بدأت فيه بعض الحكومات، مثل ألمانيا وفرنسا، بتشديد الرقابة على أنشطة تلك المؤسسات ووقف تمويلها.
ويرى باحثون في شؤون الجماعات أن الإخوان يعيدون تشكيل خطابهم بما يتماشى مع ثقافة المجتمعات الأوروبية، لكن دون التنازل عن أهدافهم الجوهرية في التأثير على الوعي الجمعي، وخلق ما يُعرف بـ"الجيتو الثقافي" الذي يُمهّد لاحقًا لبيئة حاضنة للتطرف.

حذّر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية هشام النجار من الخطورة المتزايدة لاختراق جماعة الإخوان المسلمين لوعي الشباب في أوروبا، مؤكدًا أن التنظيم بات يعتمد على خطاب مزدوج يجمع بين الاعتدال الظاهري والتأثير الأيديولوجي الخفي، من خلال منصات إعلامية ومنابر دينية ناعمة.

وقال النجار - في تصريح خاص لـ"العرب مباشر" - إن الإخوان "يُعيدون إنتاج خطابهم داخل أوروبا بلغة تتناسب مع السياقات المحلية، في محاولة لاجتذاب الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين المسلمين، عبر قضايا مثل التهميش والهوية والتمييز، لكن الهدف الحقيقي هو تجنيد عقولهم لصالح مشروع التنظيم العالمي".

وأشار النجار إلى أن الجماعة تستخدم وسائل إعلامية ومراكز ثقافية تعمل تحت لافتات "الحوار والتعايش"، لكنها في الواقع تبث محتوى أيديولوجيًا موجّهًا، يُمهّد لبناء مجتمعات موازية داخل أوروبا ويُعزز العزلة الثقافية، مما يجعل تلك البيئات أكثر عرضة لخطاب التطرف لاحقًا.

ودعا النجار إلى ضرورة التنسيق بين الحكومات الأوروبية والمراكز الإسلامية المعتدلة لمواجهة هذا التمدد الناعم، مشددًا على أن "الخطر لا يكمن فقط في العمليات الإرهابية، بل في بناء جيل جديد يحمل أفكارًا متطرفة مغلفة بلغة مدنية".