محلل فلسطيني: الدعم الإماراتي في غزة يجسد التضامن العربي الحقيقي
محلل فلسطيني: الدعم الإماراتي في غزة يجسد التضامن العربي الحقيقي

نفذت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، الإنزال الجوي رقم 60 ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، التي أطلقتها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استمرارًا لدورها الإنساني الفاعل في دعم الشعب الفلسطيني وتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين.
وشملت العملية إنزال مساعدات إنسانية جديدة عبر الجو، بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والأردن، حيث أُلقيت حمولات من المواد الغذائية والإغاثية فوق مناطق يصعب الوصول إليها في شمال قطاع غزة، بسبب استمرار العمليات العسكرية والإغلاق الميداني.
وفي إطار الجهود البرية، أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عن إدخال 22 شاحنة طبية جديدة محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية وأجهزة دعم الحياة، إلى داخل القطاع عبر معبر رفح البري، بالتنسيق مع الجهات المصرية والفلسطينية.
ومن المقرر توزيع هذه الشحنات على المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في غزة، والتي تعاني من نقص حاد في الأدوية والأجهزة بسبب الحصار والتدمير الممنهج للبنية الصحية.
وتعد هذه الدفعة الأحدث من قوافل الإغاثة التي تسيرها الإمارات ضمن حملة واسعة النطاق لتخفيف معاناة المدنيين في غزة، حيث تجاوز إجمالي الشاحنات الإماراتية التي دخلت القطاع حتى الآن أكثر من 1,200 شاحنة، إضافة إلى المستشفى الميداني الإماراتي الذي يقدم خدمات علاجية وجراحية لآلاف المصابين.
وتواصل الإمارات تأكيد التزامها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها الإنساني غير المشروط لسكان غزة، عبر قنوات مباشرة وعمل مشترك مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها رغم التحديات الأمنية واللوجستية.
أكد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، أن استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة في تنفيذ عمليات الإنزال الجوي وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، يعكس موقفًا عربيًا ثابتًا في دعم الشعب الفلسطيني، ويُجسّد روح التضامن الحقيقي في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها القطاع.
وقال أبو شمالة - في تصريح خاص للعرب مباشر-: إن تنفيذ الإمارات للإنزال الجوي رقم 60، وإدخال 22 شاحنة طبية جديدة، هو "عمل نوعي يدل على إدراك حقيقي لحجم المأساة في غزة"، مشيرًا أن "الرسالة الأهم في هذا التحرك الإماراتي، هي أن هناك من ما يزال يرى أن الإنسان الفلسطيني يستحق الحياة، ويستحق أن تصل إليه المساعدة حتى في أقسى الظروف".
وأضاف: "الإمارات لم تكتفِ بالمواقف السياسية أو النداءات الإنسانية، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بتنفيذ عمليات إنزال جوي معقّدة، وإرسال شحنات إغاثة طبية وغذائية بشكل يومي تقريبًا.
هذا جهد يُحسب لها في وقتٍ يتراجع فيه حضور كثير من الأطراف الفاعلة".
وشدّد المحلل الفلسطيني على أهمية تنسيق الجهود العربية لتأمين ممرات إنسانية دائمة، مشيرًا أن "التحرك الإماراتي بالتعاون مع مصر والأردن نموذج يُحتذى به في العمل الإغاثي العربي المشترك".
واختتم تصريحه قائلًا: "شعب غزة لن ينسى من وقف معه في هذه اللحظة الصعبة، والدعم الإماراتي اليوم هو ليس فقط إغاثة عاجلة، بل رسالة سياسية وأخلاقية بأن العرب ما يزالون أوفياء لقضيتهم المركزية".