هل تفجر تصريحات شربل أزمة جديدة بين السعودية ولبنان؟ خبراء يكشفون
أثارت تصريحات وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة الأخيرة بحق السعودية غضبا عارما
أزمة دبلوماسية جديدة ينتظرها القادة السياسيون في لبنان، عقب تصريحات شربل وهبة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، والتي حملت انتقادات إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
وفي مقابلة تلفزيونية، أطلق شربل وهبة، عدة تصريحات لاذعة تجاه المملكة العربية السعودية ودول الخليج، حيث ألقي باللوم عليها في زرع وتمويل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، حسبما جاء على لسان وزير الخارجية اللبناني.
سيل من الانتقادات
وقوبلت تصريحات وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، بسيل من الانتقادات، وسط دعوات بضرورة اعتذاره، بعد تصريحات غير مسؤولة جاءت على لسانه، هدفت للإساء للعلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج الشقيقة.
ونشر آلاف اللبنانيين من الناشطين والإعلاميين والسياسيين، الانتقادات إلى وزير الخارجية اللبناني من خلال وسم "شربل وهبة" و"شربل وهبة لا يمثلنا" على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر، معتبرين تصريحاته الأخيرة بأنها مرفوضة شكلًا وموضوعًا وتسيء إلى تاريخ لبنان وحاضره.
الرئاسة اللبنانية تتبرأ من تصريحات شربل
وسرعان ما تبرأت الرئاسة اللبنانية من تصريحات وزير خارجيتها، مشيرة إلى أنها تؤكد عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
مآثر جديدة لتخريب العلاقات اللبنانية العربية
وانتقد سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني تصريحات "وهبة"، قائلًا: إنها "مأثرة جديدة تضاف إلى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية"، مشددًا على أن الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية اللبناني لا تمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، تغرق البلاد في أزمات جديدة.
سيناريوهات محتملة
توقع مراقبون عددا من السيناريوهات المحتملة والتي قد تلجأ إليها المملكة العربية السعودية بعد تصريحات وزير الخارجية اللبناني، أبرزها استدعاء السفير اللبناني لدى المملكة، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وترحيل الجالية اللبنانية في السعودية.
أول تعليق سعودي رسمي
وفي أول رد رسمي سعودي، أعربت وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية، عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة.
استدعاء السفير اللبناني بالمملكة
كما قررت الخارجية السعودية، استدعاء السفير اللبناني لدى المملكة، للإعراب عن رفض واستنكار الإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص.
ومن جانبه، قال فهد ديباجي المحلل السياسي السعودي: إنه قد جرت العادة بأن يتدارك المسؤولون بالدول تصرفات وتصريحات المواطنين ضد الدول الأخرى لنزع فتيل الأزمة، وهو عكس ما يحدث في لبنان.
واستنكر "ديباجي"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، بيان الرئاسة اللبنانية بشأن تصريحات وزير الخارجية اللبناني، مؤكدًا أن وزراء خارجية الدول هم ممثلون لحكومة دولتهم وليس لديهم رأي شخصي.
وتساءل المحلل السياسي السعودي، "لمن تهدف تصريحات وزير الخارجية اللبناني ولإرضاء من؟"، مشيرًا إلى أن ما يحدث مع "وهبة" يثبت تورطه بالعمل مع شركاء مدرجين على قائمة المطلوبين في تهم الاتجار الدولي بالمخدرات.
البدو حولوا بلادهم لمقدمة دول العالم
وعن وصف شربل دول الخليج بالبدو.. أكد الديباجي، أن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر، مشيرًا إلى أن البدو نجحوا في تحويل بلدانهم إلى مقدمة العالم الأول، وأصبح لديهم اقتصاد عملاق وحققوا المراكز الأولى في كثير من المؤشرات التنموية عالميًا.
هشاشة الخارجية اللبنانية
وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد الحربي المحلل السياسي السعودي: إن تصريحات شربل وهبة، تكشف مدى هشاشة الخارجية اللبنانية، مشيرًا إلى أنه حديثه بغيض وتوزيع اتهامات ضد المملكة بشكل علني.
وأضاف الحربي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن تنظيم داعش يستهدف السعودية منذ بدايتها في عدد من عملياتها، مؤكدًا على دور المملكة في محاربة داعش حتى القضاء عليه.
حزب الله لا يقل خطورة عن داعش
وتابع المحلل السياسي السعودية: إنه رغم وجود تنظيم إرهابي في لبنان لا يقل خطورة عن داعش تدميرًا وخربًا (في إشارة إلى حزب الله)، إلا أن الوزير اللبناني تجاهل كل هذا وأطلقت الإساءات تجاه الدول العربية الشقيقة.
الجدير بالذكر أن السعودية كانت قد قررت منع استيراد الفواكه والخضراوات اللبنانية، جراء ازدياد تهريب المخدرات من لبنان إلى الأراضي السعودية عبر الشحنات الغذائية.