حسم تعود من ظلال الإخوان.. وخبير يحذر: عرض إعلامي بلا قدرة ميدانية
حسم تعود من ظلال الإخوان.. وخبير يحذر: عرض إعلامي بلا قدرة ميدانية

في مشهد يعيد إلى الأذهان مراحل ما بعد 2013، عادت حركة "حسم"، الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، إلى الواجهة مجددًا، عبر إصدار مرئي دعائي يحمل عنوان "سبيل المؤمنين، هذا هو الطريق"، مدته 3 دقائق و38 ثانية، ظهرت فيه مشاهد لتدريبات عسكرية في منطقة صحراوية، تضمن تهديدًا مباشرًا للدولة المصرية، وإيحاء بعودة العمل المسلح بعد سنوات من الكمون.
وبينما بدا الفيديو محاولة لبث الرعب وإحياء التنظيم الإرهابي المنهك، أثار توقيت ظهوره تساؤلات حول الرسائل المقصودة منه، لاسيما مع تصاعد التوترات الإقليمية، وتراجع جماعة الإخوان داخليًا وخارجيًا.
وقد ربط المراقبون بين ظهور الإصدار وبين محاولات ما يُعرف بـ"المكتب العام" داخل الجماعة لإثبات الحضور أمام تيارات الإخوان المنافسة، خاصة "جبهة لندن" التي تطرح الانسحاب المؤقت من العمل السياسي.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، طارق البشبيشي: إن ما أقدمت عليه حركة "حسم" مؤخرًا لا يعدو كونه محاولة دعائية لإعادة تقديم نفسها كذراع قادرة على استئناف النشاط المسلح داخل مصر، مضيفًا أن الفيديو المتداول يعكس أكثر طموحًا إعلاميًا منه واقعًا ميدانيًا.
وأوضح البشبيشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الحركة لجأت إلى إعادة تدوير مشاهد قديمة لتدريبات عسكرية سابقة، وأضافت إليها مؤثرات صوتية ورسائل سياسية تتماشى مع مزاج "المكتب العام" للإخوان، وهي الجبهة التي تحاول إثبات وجودها على حساب الجبهة الأخرى المعروفة بـ"جبهة لندن".
وقد أشار البشبيشي، أن "حسم" تحاول استثمار الأوضاع الإقليمية غير المستقرة لتبرير عودتها، والترويج لفكرة أن المنطقة تتجه إلى ما يشبه "الفوضى الشاملة" التي يمكن استغلالها في تنفيذ مخططات عنف داخل مصر.
لكنه شدد على أن البيئة الإقليمية الهشة لا تعني بالضرورة امتلاك القدرة الفعلية على استئناف النشاط الإرهابي، مشيرًا أن الواقع الأمني المصري مختلف تمامًا، وأن الأجهزة المعنية تمتلك القدرة الكاملة على الرصد والردع الاستباقي.