مراوغة سياسية.. الرئيس الإسرائيلي ينفي ضلوع إسرائيل في تفجيرات البيجر

مراوغة سياسية.. الرئيس الإسرائيلي ينفي ضلوع إسرائيل في تفجيرات البيجر

مراوغة سياسية.. الرئيس الإسرائيلي ينفي ضلوع إسرائيل في تفجيرات البيجر
تفجيرات لبنان

شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا منذ الثامن من أكتوبر، حيث تبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل هجمات عسكرية أدت إلى زيادة التوترات بين الطرفين في منطقة مضطربة بالفعل، هذا التصعيد جاء في ظل تصاعد الأوضاع الإقليمية على خلفية التوترات في غزة والضفة الغربية؛ مما يثير مخاوف من انجرار لبنان وإسرائيل إلى مواجهة شاملة.

في الثامن من أكتوبر، أطلق حزب الله أولى هجماته بعد فترة هدوء نسبي، حيث استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود الجنوبية للبنان باستخدام صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون.

 وأكد الحزب - في بيان-، أن الهجمات جاءت ردًا على "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، في إشارة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع الحزب في سوريا، هذه الهجمات دفعت الجيش الإسرائيلي إلى الرد بشكل فوري من خلال قصف مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله في جنوب لبنان باستخدام الطائرات والمدفعية الثقيلة.

هجمات البيجر وضربات الضاحية الجنوبية


ومؤخراً شهدت لبنان تفجيرات في أجهزة البيجر وأجهزة أخرى في البلاد؛ مما تسبب في مقتل العديد من الاشخص، وكذلك الدخول في أزمة صحية. وقد قال وزير الصحة اللبناني، فراس أبيض: إن 82 شخصًا على الأقل قُتلوا في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة للهجمات الإسرائيلية وتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية.

وقال أبيض: إن 38 منهم قتلوا في ضربة على جنوب بيروت التي استهدفت العديد من قادة حزب الله، الجمعة، ومن بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء. وما تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، وأشار أبيض إلى أن نحو 2950 شخصًا أصيبوا بانفجارات أجهزة النداء، ومن بين هؤلاء 777 لا يزالون في المستشفى و152 في حالة حرجة.

وقد اتهم زعيم حزب الله "حسن نصر الله" إسرائيل بالوقوف وراء حوادث اللاسلكي التي ضربت عناصر حزب الله في لبنان.

تضارب التصريحات الإسرائيلية

وقد نفى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، تورط إسرائيل في هجمات أجهزة "البيجر" التي وقعت في لبنان، وقال: إنه "يرفض جملة وتفصيلاً أي صلة بهذه العملية". وأضاف: "هناك العديد من أعداء حزب الله هناك، حزب الله يخنق لبنان، ويدمر لبنان، ويُحدث الفوضى في لبنان مراراً وتكراراً. نحن هنا ببساطة للدفاع عن أنفسنا. وهذا كل ما نفعله".

وتابع: "نحن نوضح أنه يتعين علينا أن نتحرك. كما ستفعل أي دولة عادية، كبريطانيا، أو أي دولة أخرى ذات سيادة من أجل الدفاع عن شعبها"، وقال: إن إسرائيل في "وضع خطير، هناك احتمال للتصعيد بشكل كبير"، وبشأن ما إذا كانت إسرائيل الآن في حالة حرب مع لبنان، أضاف: "إسرائيل ليست مهتمة بالحرب مع لبنان. لا نريد أن ندخل في حرب مع لبنان، لكن لبنان خطفته منظمة إرهابية هي حزب الله".

بينما على الجانب الآخر نتنياهو يتوعد حزب الله، حيث أكد إنه عازم على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين، وأضاف: "في الأيام القليلة الماضية، وجهنا لحزب الله سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها، إذا لم يفهم حزب الله الرسالة فأعد أنه سيفهمها"، وتابع: "لا يمكن لأي دولة أن تتسامح مع إطلاق النار على سكانها، وإطلاق النار على مدنها".

ووجهت إسرائيل خلال الأيام الماضية ضربات أدت إلى مقتل عشرات العناصر والقادة التابعين لحزب الله عبر اختراق لاسلكي واستهدافات جوية.

ورد الحزب على هذه الهجمات باستهداف قاعدة رامات ديفيد ومجمعا للصناعات العسكرية ومناطق متفرقة من الشمال الإسرائيلي.

ويقول حزب الله، إنه سيواصل قتال إسرائيل حتى توافق على وقف إطلاق النار في حربها مع حركة حماس في قطاع غزة، والتي اندلعت بعد هجوم قادته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.

ويقول الباحث السياسي اللبناني، طوني حبيب: إن إسرائيل معروف عنها المرواغة السياسية، فهي تقوم بالعمليات العسكرية ولا تعلن عنها نهائي، وحادث تفجيرات البيجر هي عملية قام بها الموساد، وبالتالي من الصعب ان تعلن إسرائيل مسؤوليتها، وفي الآونة الأخيرة ومع اتهامات أممية ورفض لما حدث من إصابات للمدنيين في لبنان كان علي الرئيس الإسرائيلي ان يعلن إن إسرائيل ليس لها علاقة بذلك.

وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن نتنياهو لا يبحث عن المبررات، لكنه يدفع حزب الله إلى الرد بشكل غير نمطي ليمنح من ثم إسرائيل الضوء الأخضر -الأميركي خصوصًا، لشن حربها الواسعة التي قد تصل إلى الاجتياح البري وتغيير المعادلات، ورغم تلك الضربات الموجعة، تشير تصريحات نصر الله الأخيرة إلى أن الحزب، لأسباب كثيرة من بينها الوضع الداخلي، ما زال يتمسك بمعادلة الرد نفسها والاستمرار في مساندته لغزة، من دون أن يقع في الفخ الإسرائيلي، وترك لإسرائيل حرية اتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت ستبدأ حربًا واسعة ومتى ستفعل ذلك.