ازدواجية مجلس الأمن.. لماذا لا يفعل أدواته بعد رفض إسرائيل تنفيذ قرار وقف إطلاق النار؟

لم يفعل أدواته بعد رفض إسرائيل تنفيذ قرار وقف إطلاق النار

ازدواجية مجلس الأمن.. لماذا لا يفعل أدواته بعد رفض إسرائيل تنفيذ قرار وقف إطلاق النار؟
صورة أرشيفية

مجلس الأمن الدولي، الذي يعتبر الجهاز التنفيذي الأقوى في الأمم المتحدة، يواجه انتقادات متزايدة بسبب ما ينظر إليه على أنه ازدواجية في المعايير، خاصة فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. القرارات التي يصدرها مجلس الأمن غالبًا ما تكون محل ترقب وتوقع، لكن التحدي الأكبر يكمن في تنفيذها. 

في الآونة الآخيرة، أصدر مجلس الأمن قرارًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، لكن إسرائيل رفضت الامتثال لهذا القرار. هذا الوضع يثير تساؤلات حول فعالية مجلس الأمن وقدرته على تطبيق قراراته. 
 
*السياق التاريخي* 

تاريخيًا، شهد مجلس الأمن تحديات جمة في تطبيق قراراته، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، ازدواجية المعايير في مجلس الأمن قد شجعت إسرائيل على تنفيذ مشاريعها الاستيطانية، وقد أكدت منظمة التحرير الفلسطينية أن هذه الازدواجية تشجع إسرائيل على المضي قدما في سياساتها. 

الولايات المتحدة، كعضو دائم في مجلس الأمن، لها تأثير كبير على قرارات المجلس، في بعض الحالات، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات تدين إسرائيل أو تطالبها بالتراجع عن سياسات معينة. 
 
*التحديات والانتقادات* 

الانتقادات الموجهة لمجلس الأمن تتعلق بشكل أساسي بعدم قدرته على تنفيذ قراراته والتأثير السياسي الذي يمكن أن يعوق هذه العملية. 

مراقبون أكدوا أن مجلس الأمن، بصفته الجهة المسؤولة عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، يواجه تحديات كبيرة في تطبيق قراراته. الحالة الإسرائيلية تبرز الحاجة إلى إصلاحات تضمن تنفيذ القرارات بشكل أكثر فعالية وعدالة. 

وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد العزيز الواصل، اليوم الجمعة: إن المجموعة العربية تدعو لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع، يضمن امتثال إسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة. 

وأكد الواصل في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن حادثة قتل موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة (المطبخ المركزي العالمي) "غير مستغربة من فاعلها"، مشددًا على أن المجموعة العربية تدعو لتحقيق دولي في الحادثة. 
 
*ازدواجية مجلس الأمن* 

من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن ازدواجية مجلس الأمن في التعامل مع القضايا الدولية، وخاصة القضية الفلسطينية، تعكس عدم جدية الدول الخمس دائمة العضوية في تطبيق القرارات بعدل وإنصاف. 

وأضاف في حديثه ل "العرب مباشر"، أن الفيتو الأمريكي يعطل كل مشروع قرار يدين العدوان الإسرائيلي، مما يشجع إسرائيل على تجاهل القانون الدولي ومواصلة سياساتها العدوانية دون خوف من العقاب، وحتى في حالة الضغوط الدولية التي تمنع الولايات المتحدة من استخدام "الفيتو" نجد إسرائيل تضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن دون أن تحرك لفرض عقوبات على إسرائيل رغم طرح المندوب الروسي هذا الأمر على المجلس. 
 
*القوة التنفيذية* 

في السياق ذاته، يقول محمد مهران أستاذ القانون الدولي: إن قرارات مجلس الأمن تشكل الأساس للاستقرار العالمي ويجب أن تنفذ دون تمييز، مضيفًا أن مجلس الأمن يمتلك القوة التنفيذية لقرارات المحاكم الدولية وفقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ومع ذلك فإن السياسة الدولية والمصالح للدول الأعضاء تؤثر على قرارات المجلس وتعطل وتضعف النظام القانوني الدولي. 

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن عدم الالتزام بالقرارات يشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، موضحًا أن الفشل في فرض احترام هذه القرارات قد يؤدي إلى مطالبات بإصلاح مجلس الأمن أو حتى إلغاؤه، نظرًا للإحباط من أدائه المتراخي في الدفاع عن القانون الدولي.