حملة قطرية إيرانية لتشويه جهود الإمارات الإنسانية في أفغانستان… ما القصة؟
تشن قطر وإيران حملة لتشويه جهود الإمارات الإنسانية في أفغانستان
دائماً ما تضع الإمارات في أولوية اهتمامها المساعدات الإنسانية والمصالح الهامة للعديد من الدول المتضررة من الإرهاب وتداعياته، بالإضافة إلى المساعدة في حل المشكلات ومساعدة الدول الفقيرة.
هذه الإستراتيجية تتبعها الإمارات على مدار تاريخها، وهو ما جعل الكثير من الدول تشعر بالقلق من دور الإمارات الإنساني، وتنامي حب الشعوب لقياداتها، ظناً منهم أن دور الإمارات في القضاء على الإرهاب ونجاحها بمساعدة الدول الفقيرة، يضر بمصالحهم وأطماعهم.
شركة (GAAC)
نشر الشائعات المغرضة كان منهجاً اتبعه كل من إيران وقطر، لتشويه صورة الإمارات والتغطية على دورها في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.
فقد اتخذت إيران وقطر أفغانستان مركزاً لشن حرب تشويه ممنهجة ضد دولة الإمارات، والسعي لمنع المساعدات الإماراتية دون الالتفات لوضع الشعب الأفغاني.
وبهدف تهديد المصالح المشتركة بين أفغانستان والإمارات، عمل ثنائي الشر على نشر شائعات التعاون الإماراتي مع إسرائيل للتأثير بشكل مباشر على الوضع الداخلي في كابول.
فبعد أن فازت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية وكلفت شركة (GAAC) بالكشف الأمني على الركاب والأمتعة في مطارات كابول وهرات غرب، وقندهار جنوب، ومزار شريف شمال، بحسب بيان مشترك للشركة مع وزارة النقل والطيران المدني الأفغانية، شن ثنائي قطر وإيران حملة شائعات بين طبقات الشعب الأفغاني تفيد بأن الإمارات تتعاون مع إسرائيل من خلال هذه الشركة للسيطرة على الطيران الأفغاني.
وعلى الرغم من أن الشركة المكلفة هي مؤسسة إماراتية معروفة وليس لها شركاء، ولا يوجد دليل على شركاتها مع إسرائيل، ولكن الحملة التي تشن تقوم على الأخبار المزيفة، متجاهلة عمل وسجل الشركة الحافل في إدارة المطارات بخبرات عالية وبجهد عالٍ، ولاسيما بعد بدء العمل للحفاظ على الأمن في كابول.
لماذا بدأت الحملة؟
كانت قدمت كل من قطر وإيران طلبًا بإدارة مطار كابول، ولكن عروضهم قُوبلت بالرفض نظراً لقلة الخبرة ووصول المفاوضات مع حكومة طالبان إلى منطقة مسدودة، مما أشعل نبرة الحقد ومحاولات تشويه نجاح الشركة الإماراتية، بأن إسرائيل جزء منها، في محاولة لحشد غضب الأفغان ضد الشركة.
ومحاولات قطر وإيران تسعى إلى إزاحة أي دولة قادرة على وقف الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى أفغانستان، ولاسيما في ضوء محاولاتهم الأخيرة لاستغلال أفغانستان كساحة لتدريب الميليشيات الإخوانية والشيعية بعد أن بدأ تراجعهم إلى حد كبير في كثير من الدول.
خدمات أرضية لمطار كابول
فيما طالبت وزارة النقل والطيران المدني الأفغاني بتوفير خدمات أرضية في مطارات كابول وقندهار وهرات، ولفتت تقارير واردة إلى أن الهيئة تقدم خدمات كهذه في مطار كابول منذ نوفمبر 2020، ولعبت الشركة الإماراتية دوراً أساسيا في إعادة تأهيله بعد أحداث أغسطس مع الانسحاب الأميركي من البلاد، ومن ثم لم تسفر المحادثات مع قطر وتركيا لاتفاق بشأن إدارة المطارات الرئيسية.
جاء اختيار حكومة أفغانستان للشركة الإماراتية، بسبب خبراتها العالية في مجال الطيران، والثقة القائمة من قِبل طالبان لدى الإمارات حول امتلاك الإمارات شركات رائدة على مستوى العالم في مجال الطيران، فقد يعتبر لدولة أفغانستان مكسباً كبيراً لتعزيز التعاون مع شركات الإمارات بمجال الطيران، مما يسمح للحكومة بانتهاء التدهور الاقتصادي وانتعاشه وتعزيز المجالات التنموية.
مساعدة الشعب الأفغاني وانتعاش الاقتصاد
وأوضح المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، أنعام سمنعناي، أن العقود مع الإمارات تشغيلية وليست عقداً أمنياً، مشيرا إلى أن الخدمات الأرضية ستقدم في هذه المطارات، للمساعدة في تحريك عودة المطارات والسياحة في البلاد واطمئنان شركات الطيران العالمية على استئناف عملها.
المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش علق قائلا: إن تجديد العقود مع أفغانستان هدفه مساعدة الشعب الأفغاني وانتعاش الاقتصاد في البلاد بعد تدهور الاقتصاد بها بسبب الانتهاكات الواسعة وساحات الإرهاب والصراع بينهما في البلاد.
وأضاف قرقاش أن الفوز المستحق بعقد تشغيل الخدمات الأرضية في ثلاثة مطارات أفغانية بعد منافسة كبيرة من عدة دول يستند إلى ما تتمتع به الإمارات من قدرات وكفاءات متقدمة في مجال تنظيم وسلامة الطيران المدني، مؤكدا أن الهدف هو مساعدة الشعب الأفغاني وتعزيز تنمية استقرار أفغانستان.
أدوات إعلامية متطرفة
التنافس بين الدول لتشغيل مطارات أفغانستان، أصبح نقطة ارتكاز تسعى قطر وإيران من خلالها إلى إلحاق الضرر بالشعب الأفغاني ليس إلا ذلك، حيث لن يهمها إلا إلى الوصول لأغراضهما في البلاد ونهب ثرواتها ونفوذهما فيها، كما أنهما لن يضرا الإمارات على حد سواء بل يصل الضرر إلى المواطن الأفغاني.
ولكن هذا لم يكن مهما بالنسبة لأدوات قطر وإيران الإعلامية، وعلى رأسهم قناة الجزيرة وقناة العالم الشيعية، الذين يبثون الأخبار المزيفة، وعمدوا إلى صياغة تحاليل وتعليقات من عدد من عناصر الإخوان، دون وجود مصدر واضح للخبر المنشور.