بذلت قطر جهودا كبيرة من أجل استضافة بطولة كأس العالم المقبلة؛ لأن استضافة هذه البطولة من شأنها صرف نظر العالم عن وجهها القبيح وسجلها السيئ في حقوق الإنسان والعمال، حتى أنها خاطرت وضحت بحياة مئات الآلاف من أجل استمرار العمل في منشآت البطولة، والآن من المتوقع أن تؤجل البطولة بسبب انتشار فيروس "كورونا" والأوضاع الاقتصادية السيئة ما يعني أن المشاهدين لن يستطيعوا السفر لقطر لمشاهدة المباريات.

الفشل يلاحق البطولة بسبب الأزمات الاقتصادية

أكدت صحيفة "آرب نيوز" البريطانية، أن قطر تواجه فشل تنظيم بطولة كأس العالم والتي من المقرر إقامتها أواخر عام 2022.

وتابعت أن منظمي البطولة في قطر يخشون أن المشجعين قد لا يستطيعون السفر لمشاهدة المباريات إذا ما استمر فيروس "كورونا" في الانتشار ولم ينجح العالم في احتوائه.

وتابعت أن العديد من البلدان كشفت عن تباطؤ في اقتصاداتها ، بينما من المتوقع أن تدخل بلدان أخرى في فترات ركود عميقة، حيث انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة قياسية بلغت 5.8% في مارس من فبراير مع تصاعد أزمة الفيروس التاجي، ما يعني أن الظروف الاقتصادية هي الأخرى قد تكون عائقاً لوصول المشجعين للبطولة.

وأضافت أن قطر كانت قد زعمت من قبل أن أسعار تذاكر المباريات ستكون في متناول الجميع، لكنها حققت خسائر ضخمة في قطاعَي الطيران والغاز ما يعني أنها قد لا تكون قادرة على طرح أي شيء بأسعار مخفضة.

قطر ضحت بأرواح مئات الآلاف من أجل البطولة

وأكدت الصحيفة أن قطر خاطرت بحياة مئات الآلاف من العمال واستمرت في بناء منشآت كأس العالم، حيث تأمل في الانتهاء من بناء الاستادات الثمانية على الأقل بحلول نهاية العام الجاري.

وتابعت أن العمل في المنشآت لم يتوقف على الرغم من أزمة فيروس كورونا التاجي، ما أدى لانتقال العدوى بسرعة كبيرة بين العمال وتسجيلها أعلى معدلات للإصابة في العالم.

وأضافت أن رغبة قطر في الانتهاء من المنشآت قبل البطولة بفترة طويلة، جعلتها تتعامل مع العمال من الدول الفقيرة بشكل عنصري، ما أدى لظهور انتقادات دولية متعددة بشأن ظروف العمال المهاجرين في الدوحة، فالعنصرية والعمل في ظروف صعبة في قطر تُودِي بحياة أكثر من 110 أشخاص سنويًا.

وأكدت أن نجاح كأس العالم في قطر أصبح على المحك، نظرًا للوضع الاقتصادي الدولي، فحتى لو تمت محاصرة الفيروس فستستمر الآثار الاقتصادية السلبية على العالم.