في خطوة بارزة تعكس أهمية الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان والمنطقة، أعلن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تعيين نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب ممثلاً له في لبنان. 

القرار الذي جاء بعد اغتيال الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر الماضي، يشير إلى التحديات التي يواجهها الحزب في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان.

نعيم قاسم، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات في حزب الله، يواصل تزعمه بعد مقتل نصر الله، مشددًا على مواقفه الثابتة تجاه الصراع مع إسرائيل. ورغم الضغوط التي يواجهها الحزب، أبدى قاسم إصرارًا على مواصلة العمليات ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن "حزب الله" سيبقى "أهل الميدان" مستمرًا في الدفاع عن مصالح لبنان والفصائل المدعومة من إيران في المنطقة.

فمن هو نعيم قاسم؟

ولد نعيم قاسم في 1953 في منطقة البسطة التحتا في بيروت، وهو ينتمي إلى عائلة شيعية من بلدة كفرفيلا في جنوب لبنان، بدأ نشاطه السياسي في حركة "أمل" الشيعية اللبنانية في السبعينيات، لكن بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، اختار الانضمام إلى حركة أكثر تطرفاً كانت قد تشكلت بدعم من "الحرس الثوري" الإيراني. حزب الله في عام 1982، تم تأسيس حزب الله في لبنان برعاية إيران، وكان قاسم أحد الأوائل الذين انخرطوا في العمل العسكري والسياسي للحزب.

كان قاسم نائبًا للأمين العام لحزب الله منذ عام 1991، وهو المنصب الذي شغله خلال فترة قيادة حسن نصر الله، خلفًا للزعيم عباس الموسوي الذي قُتل في هجوم إسرائيلي عام 1992، وقد أسهم قاسم بشكل كبير في توجيه السياسة الإعلامية للحزب، حيث قام بالعديد من المقابلات مع وسائل الإعلام الدولية وظهر كمتحدث رئيسي باسم الحزب في العديد من الأحداث.

رؤيته وأدائه القيادي

قاسم يعد من أبرز المتحدثين باسم الحزب في الأوقات الحرجة، وهو معروف بثباته في مواقف الحزب تجاه قضايا لبنان والمنطقة. 
من خلال تحركاته السياسية، يظهر قاسم تمسكه بالقضايا الشيعية في لبنان، بل ويعتبر نفسه حلقة وصل بين لبنان وإيران، في العديد من خطاباته. أعرب قاسم عن موقف حزب الله الثابت ضد إسرائيل ورفضه التام لأي مفاوضات قد تفضي إلى تسوية معها.

في خطابه الأخير بعد اغتيال نصر الله، أشار قاسم أن "حزب الله" لن يتراجع عن قتال إسرائيل رغم الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة، مؤكدًا أن الحزب سيظل "أهل الميدان" في هذا الصراع. 
كما شدد على أن جهود "حزب الله" تتوجه نحو تقوية الوضع الداخلي للبنان وخصوصًا في ظل الحرب المستمرة مع إسرائيل.

أدوار قاسم في الحزب

منذ أن أصبح نائبًا للأمين العام، كان نعيم قاسم أحد الأشخاص الرئيسيين في تنظيم "حزب الله" على مستوى لبنان، حيث قاد العديد من الحملات الانتخابية للشيعة في لبنان منذ أن شارك الحزب لأول مرة في الانتخابات البرلمانية عام 1992، وفي عام 2005، كتب قاسم كتابًا عن تاريخ حزب الله، الذي وصفه البعض بأنه "نظرة نادرة من داخل الجماعة".

وتحت قيادته، يواصل حزب الله العمل بنهج متشابك بين السياسة والعسكرية، حيث ينسق بين الجهات المختلفة داخل الحزب وفي المنطقة، ويركز بشكل مستمر على تعزيز العلاقة بين لبنان وإيران، اللتين تشتركان في العديد من القضايا الجيوسياسية.

ومع تصاعد التوترات في المنطقة، يواجه حزب الله ضغوطاً كبيرة من إسرائيل ودول الغرب، إضافة إلى التحديات الداخلية في لبنان.
وتعيين نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله ممثلاً لإيران في لبنان يعد تطورًا مهمًا في مسيرة الحزب، حيث يستمر في دور حيوي في تعزيز أهداف إيران في المنطقة، وبخاصة في سياق الصراع المستمر مع إسرائيل، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من سياسة حزب الله.