الغارديان: إعدامات ومحاكمات علنية.. وسيلة الملالي للقضاء على الاحتجاجات
يستخدم نظام الملالي الإعدامات والمحاكمات العلنية كوسيلة للقضاء على الاحتجاجات
كشف القضاء الإيراني عن إجراء محاكمات علنية لما يصل إلى ألفي شخص، منهم 1000 شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة في طهران وحدها - وأكثر من ألف آخرين خارج العاصمة - مع تنامي القلق الدولي بشأن رد فعل إيران على الاحتجاجات التي بدأت بوفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، بعد اعتقالها من قِبل شرطة الأخلاق، حيث قال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إنه صُدم بعدد المتظاهرين الأبرياء الذين تم اعتقالهم بشكل غير قانوني وعنيف، بينما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، أنها ستطلب من الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري الإيراني (IRGC) كمنظمة إرهابية، وتعلن كندا عن جولة رابعة من العقوبات ضد كبار المسؤولين الإيرانيين ووكلاء إنفاذ القانون التابعين لها، والتي تتهمها كندا بالمشاركة في قمع واعتقال المتظاهرين العزل، كما طلبت أوكرانيا رسميًا منع فريق كرة القدم الإيراني من المشاركة في نهائيات كأس العالم اعتبارًا من الشهر المقبل.
إعدام دون دفاع
في السياق ذاته، شكل احتمال استبعاد إيران من المشاركة في بطولة كأس العالم القادمة 2022 صدمة للنظام الإيراني، حيث أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنه سيتواصل مع قطر الدولة المضيفة للبطولة للوقوف على حقيقة تلك الاحتمالات، وقالت أوكرانيا: إن إيران -التي من المقرر أن تلعب أمام إنجلترا في 21 نوفمبر- "مذنبة بارتكاب انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان، والتي ربما تنتهك ميثاق الفيفا"، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي أشارت إلى أن أحدث بوادر الدعم الخارجي للاحتجاجات الإيرانية التي تقودها النساء والطلاب مع استمرار الاعتصامات في الجامعات جاءت عبر وضع أكثر من 500 صحفي مدني أسمائهم في عريضة داخلية تطالب بإطلاق سراح المراسلين الذين ساعدوا في كسر سر وفاة مهسا أميني، وقالت والدة أحد المعتقلين: إن محمد غوبادلو، أحد المتظاهرين الذي قُبض عليه بتهمة "الفساد في الأرض" بعد مشاركته في مسيرة مناهضة للحكومة، حُكم عليه بالإعدام في إشارة إلى الحكم بعد جلسة استماع واحدة فقط، مضيفة "ابني يبلغ من العمر 22 عامًا فقط وهو مريض أيضًا، لقد حرموه من توكيل محام ولم يسمحوا للمحامين بدخول المحكمة، مؤكدة أن استجوابه كان دون وجود محامٍ، وحكموا عليه بالإعدام بعد جلسة واحدة فقط، هل هذه عدالة إسلامية؟ في أي محكمة يحكمون على الناس بالإعدام بعد جلسة واحدة فقط؟ سيقومون بإعدامه قريباً، أطلب من الناس المساعدة".
انقسام النخبة
من جانبها، شنت الأجهزة الأمنية العنان لحملة شرسة على الاحتجاجات السلمية في الأساس، والتي قُتل فيها ما لا يقل عن 253 شخصًا، من بينهم 34 إيرانيًا دون سن 18 عامًا، ووفقًا لإحدى منظمات حقوق الإنسان، كما تم اعتقال عدة آلاف من الأشخاص، تم نقل العديد منهم إلى مراكز احتجاز خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني، ومع ذلك، لا تزال النخبة الإيرانية منقسمة بين أولئك الذين يريدون التعامل مع الاحتجاجات فقط على أنها نتاج مؤامرة أجنبية مدروسة جيدًا تم إيقافها عن طريق القمع، وأولئك الذين يقولون إن الاضطرابات، الآن في أسبوعها السادس، تكشف عن مشاكل عميقة في المجتمع الإيراني، بما في ذلك إعلام رسمي مكمّم وغير موثوق به، يترك الشباب الإيراني معتمداً على الفضائيات الغربية، وبدا أن وزير الخارجية السابق جواد ظريف يقف إلى جانب أولئك الذين يدعون لإجراء محادثات، قائلا: إن معارضي الحوار، بغض النظر عن قناعهم أو شعارهم، يبدو أنهم يفضلون العنف.
محاكمات علنية
الصحيفة البريطانية أكدت في تقريرها أن المتظاهرين الذين لعبوا "دورًا مركزيًا" في الاضطرابات، من المقرر أن يُحاكم كل منهم بمفرده بتهمة "أعمال تخريبية"، بما في ذلك الاعتداء على حراس الأمن وإضرام النار في الممتلكات العامة وتهم أخرى، وقال رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجي، إن "أولئك الذين ينوون مواجهة النظام وتقويضه يعتمدون على الأجانب وسيعاقبون وفقًا للمعايير القانونية"، مشيرًا إلى أن بعض المتظاهرين سيُتهمون بالتعاون مع حكومات أجنبية" في محاكمات علنية، وزعم إيجي أن المدعين سعوا إلى التمييز بين الإيرانيين الغاضبين -الذين سعوا فقط للتنفيس عن مظالمهم في الشوارع- وأولئك الذين أرادوا إسقاط الجمهورية الإسلامية، وقال: "حتى بين المحرضين، يجب توضيح من كان لديه النية لمواجهة النظام والإطاحة به"، وتابعت أنه سيتعين على الحكومة الإيرانية أيضًا مواجهة تداعيات جولة من المحاكمات والجنازات وإحياء الذكرى الأربعين مع تزايد عدد القتلى، بصرف النظر عن الصحفيين المعتقلين، تركز الاهتمام على حسن روناجي، شقيق حسين روناجي، الذي قال إنه بعد 41 يومًا، سُمح لوالديه أخيرًا بمقابلة حسين في السجن، ويقول إن حسين كان لا يزال مضربًا عن الطعام و"لم يكن على ما يرام"، وتم جر روناجي إلى سيارة للشرطة بعد وقت قصير من بدء الاحتجاجات.