تعذيب وعنف.. طرق حديثة لتعذيب الأطفال في السجون الإيرانية.. أبرز التفاصيل
تستخدم إيران طرق حديثة لتعذيب الأطفال في السجون
يواصل النظام الإيراني أساليبه القمعية دون النظر للأعمار أو الجنسيات في البلاد، والحد الذي وصل لدرجة تعذيبه للأطفال، فمنذ أن بدأت المظاهرات في سبتمبر الماضي ويقمع النظام الإيراني الشعب بحجج واهية، كما أن كل المعتقلين داخل السجون الإيرانية شهدوا على تعذيبهم بأبشع الطرق.
وقالت منظمة العفو الدولية: إن قوات الأمن الإيرانية وأجهزة الاستخبارات تقوم بممارسة أساليب تعذيب بشعة بحق محتجين أعمارهم لا تتجاوز 12 عاما لمنع مشاركتهم في التظاهرات المستمرة في إيران.
أعمال التعذيب شملت الضرب والجلد والاغتصاب
وعلى الرغم من إعلان إيران قبل أسابيع إطلاق سراح آلاف المعتقلين ممن سجنوا على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات، التي عمت البلاد منذ مقتل الشابة مهسا أميني، إلا أن منظمة العفو الدولية خرجت ببيان أكدت من خلاله على أن أعمال التعذيب شملت "الضرب والجلد والصدمات الكهربائية والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي".
واعتبرت المنظمة أن عمليات التعذيب هذه تهدف لإذلال الأطفال وانتزاع اعترافات قسرية منهم، ودعت السلطات الإيرانية للإفراج فوراً عن جميع الأطفال المحتجزين الذين استخدموا حقهم في الاحتجاج السلمي.
واتهمت المنظمة المسؤولين الإيرانيين، في ظل عدم وجود احتمال لإجراء تحقيقات نزيهة فعالة في تعذيب الأطفال على المستوى المحلي، موجهة دعوة إلى جميع الدول لممارسة الولاية القضائية العالمية على المسؤولين الإيرانيين، المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن الجرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك تعذيب الأطفال المتظاهرين.
وقد وثقت المنظمة في التقرير العنف ضد الأطفال والشباب بعد اعتقالهم، بدءاً بالضرب في عربات السجن، وفي السجن تعرض القاصرون لصدمات كهربائية في الأعضاء التناسلية، وتم إعطاؤهم حبوباً غير معروفة قسراً مع تعرضهم لتهديدات شديدة، وفقاً للتقرير.
النظام يحاول فرض سيطرته ونفوذه
وتقول سمية عسلة، الباحثة في الشأن الإيراني، إن نظام الملالي يحاول استعاده سيطرته ونفوذه داخل الجمهورية الإيرانية بعد المظاهرات التي تجاوزت الثلاثة أشهر من خلال استخدام العنف ضد المعتقلين سواء كانوا أصحاب رأي والنساء أو حتى الأطفال الذين تم اعتقالهم وبعضهم من طلبة المدارس وهي رسائل ضمنية يرسلها النظام الإيراني للمواطنين بهدف تخويفهم وإرهابهم والسيطرة عليهم لإنهاء حالة التظاهر والغضب لدى الشعب الإيراني وأن يعودوا إلى منازلهم تاركين الميادين والشوارع.
وأضافت عسلة في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن النظام الإيراني بات يعلم جيدا أنه سقط داخليا وخارجيا وعلى المستوى السياسي والديني وحتى المستوى العسكري، وأصبحت الدولة الإيرانية ممزقة من الداخل بفعل السياسات الداخلية والخارجية غير المتزنة وكذلك المظاهرات التي تجاوزت عدة أشهر، وكان لها التأثير القوي على كل ما ذكرته سابقا.
وفي هذا التوقيت تحديدا تقوم إيران بمحاولة استعادة الداخل الإيراني فلجأت في البداية إلى أسلوب التهدئة ومحاولة خداع المتظاهرين بأنه سيتم النظر في آلية تنفيذ بعض القوانين الموجودة في الدستور الإيراني ومنها فرضية الحجاب ودور شرطة الأخلاق، ولكن الشعب رفض هذه المبادرة لأنه وجدها مجرد فخ من قِبل النظام بهدف تهدئة الشارع لوقت معين، ثم سيعاود النظام سياسته الديكتاتورية القمعية تجاه شعبه بخلاف أن مطالب المتظاهرين الإيرانيين لم تكن فقط منحصرة في تحجيم دور شرطة الأخلاق والنظر في بنود الدستور التي تحرض على العنف ضد الشعب وتسلبه حقوقه الإنسانية والقانونية وحقوق المواطن داخل بلده؛ ما جعل النظام الإيراني.
وأضافت عسلة: فقد يستخدم الأسلوب القمعي الآخر الذي اعتاد عليه لمحاولة السيطرة على الشارع الإيراني وإعادة الهيبة لرجال الدين الإيرانيين الذين سقطت شرعيتهم الدينية، وبالتالي سقطت شرعية الولي الفقيه السياسية والدينية داخل إيران، وذلك من خلال سحل المتظاهرين في الشارع وتكثيف عمليات الاعتقال وتشمل الطلبة والنساء والصحفيين، ثم تعذيب المعتقلين داخل السجون الإيرانية لإرهاب المواطنين من هم خارج السجون.
المصالحة السعودية الإيرانية
وأكدت عسلة لعل المصالحة السعودية الإيرانية برعاية الصين الأيام الماضية كانت حافزا للنظام الإيراني لمحاولة السيطرة من جديد على الدولة الإيرانية لتدعيم أركان حكمه لتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت مع السعودية بضمان الصين، وتشمل اتفاقيات اقتصادية وسياسية وأمنية حيث إن السعودية ألقت طوق النجاة للنظام الإيراني الذي كان يحتضر داخل أرضه وعلى شفا حفرة من السقوط بعد أن أصبح هناك توجه إسرائيلي أميركي واضح برعاية أوروبية لضرب إيران وتوجيه هجمات عسكرية على النظام الإيراني لتحقيق المصلحة الغربية في ردع إيران وتحجيمها في الملف النووي الذي يهم الجانب الغربي الأوروبي والأميركي.
وتابعت: إيران الآن وبعد توقيع الاتفاقيات مع السعودية برعاية الصين أصبحت تريد أن تمارس دور الدولة، وإن كنا ننظر بشيء من الإيجابية للمستقبل فلعل النظام الإيراني يحاول الآن استعادة الدولة الإيرانية وتنظيم الداخل حتى ولو باستخدام العنف ضد المعتقلين تمهيدا لمحاولة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الصين والسعودية على مستوى خارجي والوفاء بالوعود التي قدمها النظام الإيراني للجانب الصيني الروسي السعودي.