وزير الصحة السوداني.. "التوم" يثير حيرة محلية وعالمية

وزير الصحة السوداني..
وزير الصحة السوداني

بعد أشهر من توليه منصبه، أثار جدلا ضخما في الأيام الأخيرة، بين قرار المجلس السيادي السوداني بإقالته، بينما أصدر مجلس الوزراء السوداني بيانا جدد فيه الثقة في وزير الصحة "أكرم علي التوم" وأكد بقاءه في منصبه.


"أكرم علي التوم".. هو الشخصية الأبرز حاليا في الساحة السودانية، بسبب الحالة من الجدل التي أثارها والغموض حول موقفه من منصبه، حيث أصدر المجلس السيادي، بيانا أعلن فيه توافق شركاء السلطة على إقالة "التوم" من منصبه على خلفية تصريحات بشأن فيروس "كورونا" المستجد.
 
تفاصيل الأزمة


وعقب حوالي نصف ساعة من نشر ذلك القرار أمس، تراجع المجلس السيادي عن بيان الإقالة وسحبه من صفحته الرسمية على موقعي "فيس بوك" و"تويتر"، كما حذفته وكالة الأنباء الرسمية، وقدمت الاعتذار للقراء، وهو ما تم اعتباره على أنه استمرار للتوم في منصبه.


كما أعلن مجلس الوزراء السوداني في بيانه تجديد الثقة في التوم مؤكدا استمراره في منصبه، وهو ما عزز موقفه، ولكن بعد ساعات من ذلك، أعاد المجلس السيادي نشر بيان إقالة التوم، دون أسباب حول ذلك الأمر، بينما لم يدلِ الوزير السوداني بأي تصريحات عقب تلك الأزمة.
 
بيان المجلس السيادي


ووفقا لبيان المجلس السوداني المنشور مرتين أمس، فإنه تم عقد اجتماع ثلاثي بالقصر الجمهوري الخميس الماضي، بحضور رئيس المجلس وعدد من أعضائه ورئيس الوزراء ووزيرين آخرين بالإضافة لمكون قوى الحرية والتغيير، الذين أقروا بالإجماع أن يتخذ رئيس الوزراء "عبدالله حمدوك" الخطوات الدستورية اللازمة لإقالة وزير الصحة من منصبه.


وعلق عليه وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح، في بيان على التلفزيون الرسمي معلنا بقاء وزير الصحة في منصبه، مضيفاً أنه "ليس هنالك أي اتفاق أو توصية لإقالة الوزير أكرم علي التوم من منصبه، فالاجتماع الذي ذكره المجلس السيادي عُقد لمناقشة الوضع الصحي، وتم الاستماع لآراء كثيرة، من بينها إقالة أكرم، وكان الرد أن هذا ليس المكان المناسب لمناقشة الأمر، لا يوجد أحد فوق النقد أو المحاسبة، لكن مجلس الوزراء يؤكد ثقته في وزير الصحة، ويقدّر الجهود التي يقوم بها كل الكادر الصحي لمواجهة التحدي الراهن".
 
ماذا قال التوم بالأساس؟


ويرجع ذلك الخلاف الضخم الحالي إلى تصريحات قالها وزير الصحة السوداني خلال كلمة بُثت عبر التلفزيون الرسمي اعتبرها البعض -على رأسهم المجلس السياسي- غير مناسبة ولا تتماشى مع جهود الدولة في مكافحة "كورونا"، بينما أشاد بها مجلس الوزراء.


ونصت تصريحات "التوم" على أنه: "باختصار.. فيروس كورونا ليس له علاج.. ولو أصابك ستحصل على بندول.. وإن اختنقت سنعطيك أوكسجين.. ولو ضاقت عليك ستموت".

 
من هو وزير الصحة السوداني؟


ولد "أكرم علي التوم" في  18 ديسمبر 1961، في أم درمان السودانية، وهو حاصل على منحة فولبرايت للدراسات العليا , وشهادة الماجستير في الصحة العامة من جامعة جونز هوبكنز في 1993، وشهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الخرطوم  عام 1985, وجائزة الصحة العلمية لأفضل مدير في الإقليم الإفريقي عام 2015.


كما أنه يمتلك خبرة واسعة في إدارة البرامج الصحية والتنموية وإجراء البحوث في البلدان الصناعية وتقديم الاستشارات الفنية وأيضا إجراء البحوث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث شارك في صياغة إستراتيجية الصحة للقارة الإفريقية  2016  - 2030.


وعمل في مجموعة من الدول، منها: "رواندا , إثيوبيا , أذربيجان، أرمينيا، البوسنة والهرسك، جورجيا، كزاخستان، إندونيسيا، الاتحاد الروسي، طاجيكستان، ميانمار، تيمور الشرقية، تايلاند، أفغانستان، مصر، الأردن، السودان، إيران، الصومال، فيتنام، أوزباكستان"، بالإضافة لعمله مع منظمات الأمم المتحدة منها "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليونيسيف، البنك الدولي، صندوق الأمم المتحدة للسكان، برامج الغذاء العالمي".