كشفت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، أنه في إطار زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. 

وتعكس هذه اللقاءات مكانة الإمارات كمحور إقليمي للتجارة العالمية، وتُؤكد على أهمية الولايات المتحدة كشريك اقتصادي استراتيجي وتاريخي للإمارات.

علاقات استراتيجية

وأكد الشيخ محمد خلال اللقاء مع ترامب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، على عمق العلاقات التي تجمع الإمارات والولايات المتحدة على مدى أكثر من 50 عامًا، مشيرًا إلى أن الشراكة الاستراتيجية والرؤية المشتركة للتقدم والازدهار ساهمت في تعزيز هذه العلاقات. 

كما أعرب الشيخ محمد عن تقديره لجهود ترامب في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وفي وقت سابق، كان الشيخ محمد قد التقى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، حيث تذكرا الزيارة التاريخية التي قام بها بوش إلى الإمارات في عام 2008، والتي كانت علامة فارقة في العلاقات بين البلدين.

سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى

وبحسب الوكالة الدولية، فإنه خلال الزيارة الرسمية، عقد الشيخ محمد بن زايد اجتماعات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث استعرض الجانبان مختلف جوانب العلاقات الثنائية الراسخة، خصوصًا في مجالات التجارة والاستثمار، الاقتصاد، التكنولوجيا المتقدمة، الفضاء، الطاقة المتجددة، العمل المناخي، الاستدامة، والأمن الغذائي. 

كما تم مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

وفي البيت الأبيض، التقى الشيخ محمد بن زايد أيضًا نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، حيث تطرقا إلى الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين، وتبادلا الآراء حول قضايا إقليمية ودولية عدة تهم الطرفين.

تعاون تكنولوجي

وتابعت الوكالة أنه ضمن زيارته إلى الولايات المتحدة، التقى الشيخ محمد بن زايد رؤساء عدد من الشركات التكنولوجية الكبرى، بما في ذلك المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا، والمدير التنفيذي لشركة بلاك روك لاري فينك، والمدير التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ. 

وركزت المناقشات على التطورات السريعة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وكيفية الاستفادة من هذه التطورات لتعزيز التعاون المتزايد بين الإمارات والولايات المتحدة في هذا القطاع.

كما التقى الشيخ محمد بن زايد أيضًا عددًا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الإماراتية-الأمريكية في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، التجارة، الاستثمار، العمل المناخي، والذكاء الاصطناعي. وقد أكدت الاجتماعات على أهمية العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين، حيث شهدت التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات والولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا، من 23.8 مليار دولار في عام 2022 إلى 39.5 مليار دولار في عام 2023.

وعلى هامش الزيارة، وقعت الإمارات والولايات المتحدة اتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون الجمركي بين البلدين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتضمنت الاتفاقية تبادل الخبرات والمعلومات الجمركية بين الجانبين.

وفي عام 2023، بلغت واردات الإمارات من الولايات المتحدة 25.9 مليار دولار، مقارنة بـ21.3 مليار دولار في عام 2022، بينما ارتفعت صادرات الإمارات إلى الولايات المتحدة من 3.2 مليار دولار في عام 2022 إلى 3.9 مليار دولار في عام 2023.