سوريا والجامعة العربية.. لماذا تعيق الدول العودة إليها؟

تسعي جامعة الدول العربية الي إعادة سوريا

سوريا والجامعة العربية.. لماذا تعيق الدول العودة إليها؟
صورة أرشيفية

عقب زلزال فبراير الذي ضرب سوريا وتركيا، فتح العرب أبوابهم من جديد لعودة الشقيقة سوريا إلى منظومتهم كما تمت مساعدتها مادياً ومعنوياً في ظل الزلزال العنيف. 

ومنذ 2012 والنظام السوري برمته خارج الكيان العربي، حيث تم قطع العلاقات مع العديد من الدول وعلي رأسها دول الخليج والمغرب العربي، والتي بدورها طردت السفير وقطعت العلاقات الرسمية والزيارات وإنهاء دور سوريا في جامعة الدول العربية. 

وعقب الزلزال يسعى عدد من الدول لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إلا ان هناك دولاً رافضة لعودتها، ولكن هناك مصر والأردن ودولة الإمارات وسلطنة عمان،  ومعهم الرياض التي استضافت وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد في تحول مفاجئ للخريطة، وتبعه بيان مشترك تضمن عدة نقاط على صعيد "التسوية السياسية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين". 

سوريا وتونس 

وموقف تونس التي  عادت بعد 11 عاما من القطيعة، بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وتونس بقرار افتتاح سفارة سوريا رسميًا في العاصمة تونس، في ضوء مبادرة أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيد قبل أسابيع.

 ولكن الدول الرافضة على رأسها قطر وتليها المغرب، وحسب تقديرات صحافية فإن خمس دول على الأقل تقاوم المساعي السعودية لإعادة دمشق للجامعة العربية، وذكرت اسم الدوحة والرباط والكويت وأشارت إلى موقف مصري لافت، مع أن القاهرة كانت قد خطت تجاه النظام السوري لثلاث مرات، بعد كارثة الزلزال المدمر.

وتبرز المواقف الرافضة والحواجز التي قد تضعها أمام أي محاولة لإعادة دمشق لكامل "الحضن العربي" على صدارة مشهد الاجتماع التشاوري. 

الشروط العربية للعودة 

"الشروط العربية" التي وجهت إلى الرئيس بشار الأسد، الذي يتعين عليه ضرورة مراجعة مقاربته للحل والتسوية السياسية، ثم فض اشتباكات عديدة تخص إنهاء الاحتلالات في سوريا بواسطة القوات الروسية، وميليشيات الحرس الثوري الإيراني، واللذان يسيطران على منطقة كبرى في سوريا، ووجودهم كان لمواجهة المعارضة السورية.

النجاح الروسي لعودة العلاقات بين الرياض وسوريا 
وبالرغم من وجود رغبة من القوى السياسية، بعد عزلة دامت نحو 12 عاماً بين سوريا ومحيطها العربي، إلى العودة من جديد، لفت معهد "ستيمسون" الأميركي ريكي للأبحاث، إلى أن التقارب السعودي السوري، بوساطة موسكو، يؤشر إلى فوز الدبلوماسية والسياسة الخارجية الروسية"، وذلك في غضون أسابيع من نجاح الدبلوماسية الصينية في تدشين مصالحة بين الرياض وطهران. 

وقال المعهد الأميركي ريكي إن "الحديث عن تخطيط السعودية لإعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع سوريا جاء في أعقاب الإعلان عن صفقة بوساطة صينية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران.

المبادرة العربية 

ويقول سلمان شيب المحلل السياسي السوري، بالأساس كل التحرك العربي الذي يجري باتجاه سوريا يحدث تحت سقف ما سمي مبادرة عربية لحل الأزمة السورية التي أعلن الأردن أنه يعمل عليها بالتنسيق مع عدد من الدول العربية المحورية مثل مصر والسعودية وجاء الزلزال الكارثة ليعطيها فرصة للتبلور أكثر .

واضاف في تصريحات للعرب مباشر ، وقد طرح بقوة موضوع عودة سوريا للجامعة لأنها الإطار القانوني المؤسساتي الذي يحتوي العمل العربي المشترك كما طرح موضوع حضور سوريا للقمة العربية القادمة في السعودية .

وأضاف وكانت سوريا تريد أن  تكون هذه العودة محل إجماع عربي  يعزز العمل العربي المشترك وأن لا تتحول إلى موضوع خلافي جديد يزيد من عوامل الضعف والانقسام  ولكن عدد قليل  من الدول أبدت موقفاً معارضاً أو متحفظاً لهذه العودة لأسباب مختلفة تخص كل دولة منها فقطر صاحبة الدور الرافض الأقوى يرتبط موقفها بشكل كبير بالموقف التركي نتيجة العلاقات الوثيقة التي تربطها بتركيا بكل المجالات وعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وأكد أن ذلك سيعزز موقفها في مواجهة تركيا والمغرب يربط موافقته بشروط تتعلق بالموقف السوري الداعم للجزائر بقضية البوليساريو، أما بقية الدول فتريد خطوات عملية تسبق هذه العودة وتضع اشتراطات هي بالأصل من بنود المبادرة.

وتابع شيب، إن هناك جهودا تقوم بها السعودية ودول أخرى مع الدول الرافضة أو المتحفظة وهناك اجتماع هام سيعقد الاثنين في عمان يضم وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وسوريا، وأعتقد أنه سيكون حاسماً في موضوع عودة سوريا إلى الجامعة رغم أنني لا أتوقع عودة سريعة والسيناريو المرجح هو تحسن متواصل ومتدرج بالعلاقة الثنائية بين سوريا والدول العربية قائم على سياسة الخطوة مقابل الخطوة.

وأضاف أن  المزيد من تفعيل المبادرة العربية من خلال اجتماعات لعدد من الدول بانتظار القمة العربية القادمة خلال أسابيع حيث سيظهر موقف عربي رسمي. 

وتجدر الإشارة أن البنود التي وضعها العرب ويناقشونها مع سوريا وخاصة السعودية من خلال لقاءات وزيري خارجية البلدين تحتاج بالتأكيد إلى عمل ووقت ونوايا طيبة وإرادة سياسية وتصميم نأمل أن تكون موجودة كلها من كل الأطراف. 

وختاماً فإن السوريين بمختلف مواقفهم ومواقعهم يراهنون كثيراُ على هذا الجهد والتوجه العربي تجاه سوريا والقضية السورية ويأملون أن يكون هو حبل النجاة لهم  وهو أهم من العودة إلى الجامعة العربية.