في مصر.. اللاجئون السودانيون يجدون ضالتهم من الأمان والاستقرار

وجد الاجئون السودانيون ضالتهم من الأمان والاستقرار في مصر

في مصر.. اللاجئون السودانيون يجدون ضالتهم من الأمان والاستقرار
صورة أرشيفية

أصبحت مدينة أبو سمبل المصرية مكانًا مؤقتًا لاستراحة اللاجئين والمرحلين من السودان التي يسيطر عليها القتال بين جيشها وقوات الدعم السريع، فأبو سمبل هي واحدة من محطات التوقف الباقية لحافلات وشاحنات نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في رحلتهم من المناطق السودانية إلى مصر، بمجرد دخولهم مصر، سيقومون برحلة أخرى إلى القاهرة حيث يمكنهم العودة إلى الوطن في وقت لاحق.

رحلة إلى الأمان

رصدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، رحلة بعض السودانيين من الخرطوم التي تشهد قتالا داميا وحتى المعبر إلى مصر حيث الأمان والاستقرار، منهم إسلام، 4 سنوات، هو واحد من عشرة أطفال على متن حافلة من الخرطوم، يجهل الأطفال الظروف التي أجبرت عائلاتهم على مغادرة الخرطوم على عجل وقضاء يومين على الحدود المصرية والسودانية قبل السماح لهم بمواصلة رحلتهم إلى بر الأمان.

سائق حافلة، محمد، يعمل على طريق الخرطوم - أسوان منذ عام 2019، تحدث لـ"الشرق الأوسط" عن كيفية استغلال النازحين واللاجئين للعبور إلى مصر، وكشف أن أسعار جميع السلع تضاعفت في الجانب السوداني من الحدود؛ ما أجبر بعض الأسر السودانية على إحضار طعامها ومياهها من الخرطوم، مشيرًا إلى أن الخدمات "متواضعة" على الجانب السوداني من الحدود.

في رحلته الأخيرة، قال إنه قاد الحافلة على بعد 900 كيلومتر داخل شمال السودان باتجاه معبر أرجين، لكن التدفق الكثيف للاجئين أجبره على تغيير طرقه والتوجه إلى وادي حلفا ثم ميناء القسطل في مصر، مضيفًا "اضطررنا للبقاء في المعبر لمدة يومين بسبب الأعداد الهائلة للاجئين".

مصطفى عثمان طالب جامعي سوداني يعيش في المملكة العربية السعودية قال إنه منهك، لم ينم لمدة أسبوع كامل، وقال لـ"الشرق الأوسط": "شعر هذا الأسبوع كله وكأنه عام"، حيث كان يرافق والده في زيارة للخرطوم عندما اندلع الصراع. أجبر القتال على تعليق الرحلات الجوية من الخرطوم، وسعى مع والده إلى خيار بديل ينقله إلى السعودية من مصر.

نقطة عبور

وبحسب الصحيفة اللندنية، فإنه قبل النزاع، كانت أبو سمبل مقصدًا سياحيًا هادئًا لحوالي 10000 ساكن. الآن، أصبحت نقطة عبور للاجئين والمهجرين، حيث التقت "الشرق الأوسط" بعائلة هندية كانت تستريح في أبو سمبل قبل أن تتوجه إلى مدينة أسوان، لقد حجزوا رحلة طيران من القاهرة إلى مومباي، كان رب الأسرة يعمل مدرسًا للغة الإنجليزية في الخرطوم، وقال: "بحثنا عن أسرع طريق للعودة إلى الوطن ووجدنا أن مصر هي أفضل طريق على الرغم من التدفق الهائل على الحدود".

استقبل مستشفى أبو سمبل الدولي مرضى يعانون من أمراض مزمنة، ومن بين هؤلاء زينب (65 عاما) التي أصيبت بجلطة دماغية خلال شهر رمضان المبارك، وقالت ابنتها إنهما فرتا من الخرطوم قبل يومين وتم نقلهما بسيارة إسعاف خاصة إلى وادي حلفا، حيث نقلتهم سيارة إسعاف مصرية إلى مصر عبر معبر القسطل.

وقالت الابنة: إنه بمجرد أن تتلقى والدتها فحصًا صحيًا، سيتوجه الزوجان إلى القاهرة للم شملها مع شقيقها الذي يعيش في العاصمة المصرية، منذ خمس سنوات.

وقال مدير المستشفى محمد أبو وفا لـ"الشرق الأوسط": إن المنشأة جاهزة لاستقبال المزيد من المرضى من بين اللاجئين، وقد عالج حتى الآن الأشخاص الذين عانوا من الإرهاق ومضاعفات الأمراض المزمنة، وخاصة بين كبار السن، وسيتوجهون إلى أسوان بمجرد تلقيهم الرعاية الصحية اللازمة.