محللون يكشفون مخططات الحوثي لتدمير عقول الأطفال
كشف محللون مخططات الحوثي لتدمير عقول الأطفال
لا تزال ميليشيات الحوثي الموالية للنظام الإيراني تواصل مساعيها الإرهابية لتدمير عقول الأطفال من خلال تغيير المناهج الدراسية الخاصة بهم وإقناع الأجيال القادمة بمعتقدات مغايرة للواقع والحقيقة، وذلك كتحرك جديد من تلك الميليشيا الإرهابية لاستقطاب الأجيال الصغيرة لصالح أفكارهم الإرهابية.
تدمير العقول
تقارير ذكرت أن الحكومة اليمنية سعت مرارا عبر السنوات الماضية، لصد محاولات الحوثيين المستمرة لتغيير المناهج التربوية في المدارس عبر إدخال مفاهيم غريبة عن المجتمع اليمني، إلا أنهم مستمرون في تنفيذ أجندتهم وهو ما دفع المعلمين إلى الدعوة إلى إضراب عام.
دعوات لإضراب
وخلال الساعات الماضية دعت نقابة المعلمين اليمنيين جميع التربويين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية للإضراب العام والتوقف عن العمل الإداري والتربوي بدءا من غد السبت، احتجاجا على التغييرات التي أُدخلت على المناهج الدراسية.
وأوضحت النقابة في بيان أن "التغييرات التي أدخلت على المناهج تستهدف تفتت النسيج الاجتماعي وطمس الهوية الوطنية، إضافة إلى عدم صرف رواتب المعلمين منذ سنوات".
كما أكدت رفضها القاطع للتغييرات التي أدخلتها ما تسمى اللجنة العليا للمناهج التابعة لميليشيا الحوثي على المناهج الدراسية وصبغها بالأفكار الطائفية.
وعبّرت عن رفضها فرض شعارات سياسية على الطلبة وإجبارهم على ترديدها في المدارس، وذلك في إشارة إلى فرض الحوثيين على الطلبة ترديد شعار ما يعرف "بالصرخة" في طابور الصباح بدلاً من النشيد الوطني.
ودعت النقابة لوقف سياسة الإقصاء والفصل التعسفي الذي يتعرض له المعلمون والتربويون في مناطق سيطرة الانقلابيين، وإحلال متطوعين من عناصر الميليشيا لا علاقة لهم بالعملية التعليمية.
وطلبت في بيانها حكومة الانقلابين غير المعترف بها بالتراجع عن قرار فصل 8 آلاف معلم ضمن 160 ألف موظف عمومي تم فصلهم من قِبل الحوثيين تعسفا لأسباب سياسية واستبدالهم بعناصر تابعة أو موالية للحوثيين.
فيما جددت الدعوة للإفراج عن آلاف المعلمين المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرا في سجون ميليشيا الحوثي وحملت النقابة قيادة الميليشيا الانقلابية ممثلة بما يسمى المجلس السياسي الأعلى والحكومة غير المعترف بها ما قد يترتب على الإضراب والتصعيد من آثار سلبية بسبب تعطيل العملية التعليمية.
غضب واسع
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة غضب وسخرية واسعة عقب تداول ناشطون صورا للمناهج الدراسية تتضمن قصصا وقصائد تمجد قيادات وعناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، وسط تحذيرات من تفخيخ عقول الأجيال.
وحذر الناشطون من عملية تجريف وتطييف واسعة تقوم بها ميليشيات الحوثي الانقلابية للمناهج والمقررات الدراسة منذ انقلابها المشؤوم في 2014م وآثارها المروعة على أفكار ومعتقدات الأجيال القادمة، والهوية اليمنية، وما سيترتب عليه من تهديدات كبيرة على مستقبل البلد ككل".
وأكدوا أن الميليشيات تواصل تغيير المناهج الدراسية بما يخدم أفكارها الطائفية ويحرض الشباب والنشء على العنف والالتحاق بجهات القتال، في عملية تدمير واسعة لما تبقى من الرمزية والمنهج الوطني في التعليم الأساسي في مناطق سيطرتها.
الحرب الأخطر
الكاتب الصحفي أحمد عثمان علق على تغيير الميليشيات للمناهج الدراسية قائلا: "هذه هي الحرب الأخطر والذي يجب أن تقاوم بإستراتيجية ثقافية وإعلامية وتعليمية وسياسية متكاملة فهي حرب تستهدف المواطنة والأجيال".
ويعتقد عثمان، في تغريدته على "تويتر"، أن القضية "تتجاوز وضع قصيدة الجنيد في المناهج وحذف البردوني والزبيري والمقالح من المناهج، إلى استهداف الهوية واستبدالها بهوية طائفية وعقيدة عنصرية مدمرة".
مخطط الحوثي
يقول غمدان اليوسفي، الكاتب والمحلل اليمني: إنه منذ عام 2015، بدأ الحوثيون مساعيهم الحثيثة لتغيير المناهج الدراسية، وهذه الخطوة أتت بعد تعيين شقيق زعيم الجماعة وزيراً للتربية والتعليم، وهو المنصب الحساس الذي كان يفترض أن يظل بعيداً من أجواء الصراع، كونه يرتبط بأجيال وأطفال.
ولفت الكاتب اليمني إلى تعمد جماعة الحوثي استخدام الكتب المدرسية وسيلة لإشعال حروب تاريخية، فتدمج أفكاراً عنصرية ومذهبية في ما يتلقّنه أطفال اليمن، الذين عانوا تاريخياً من محاولات استلاب عقولهم من قبل حكام وزعامات سياسية ودينية، فلطالما كانت المناهج الدراسية إشكالية لجهة ما تلقّنه للتلامذة.
ولفت إلى أن الأخطر هو أن الجماعة أدخلت شيئاً من أحداث الحرب الدائرة حالياً في اليمن، وضخت مصطلحات عسكرية في مناهج الرياضيات، واستعانت بمسميات عسكرية مثل لفظ “البنادق” في تعليم مسائل الجمع والطرح للصغار، ما يرسخ فكرة العسكرة من سن مبكرة، خصوصاً أن الحوثيين معروفون بتجنيد الأطفال.