غزة تحت الأنقاض.. النازحون الفلسطينيون يعودون لبقايا منازلهم في الشمال بعد الهدنة

غزة تحت الأنقاض.. النازحون الفلسطينيون يعودون لبقايا منازلهم في الشمال بعد الهدنة

غزة تحت الأنقاض.. النازحون الفلسطينيون يعودون لبقايا منازلهم في الشمال بعد الهدنة
حرب غزة

في قطاع غزة المدمر، بدأ الفلسطينيون بالعودة إلى بقايا منازلهم التي أُجبروا على مغادرتها خلال 15 شهرًا من الحرب بين إسرائيل وحماس، حتى قبل أن تصبح اتفاقية وقف إطلاق النار نافذة بالكامل يوم الأحد، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

عودة النازحين


مجيدة أبو جراد، التي لجأت مع أسرتها إلى مدينة الخيام في "المواصي" شمال الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر، سارعت إلى جمع أغراضها تمهيدًا للعودة. وقالت: "ما إن أُعلن عن بدء الهدنة يوم الأحد حتى بدأنا نحزم أمتعتنا، غير مكترثين بأننا سنظل نعيش في الخيام.


في بداية الحرب، فرت عائلة أبو جراد من منزلها في بلدة بيت حانون شمال القطاع، حيث كانوا يتجمعون حول مائدة المطبخ أو على السطح في ليالي الصيف، محاطين برائحة الورود والياسمين، ولكن الآن، أصبح المنزل مجرد ذكرى بعد أن دُمر بالكامل.


طوال العام الماضي، تنقلت العائلة بين مختلف مناطق غزة، استجابة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة.


وقالت "أبو جراد": إنهم اضطروا للفرار سبع مرات، وفي كل مرة أصبح واقع حياتهم أكثر صعوبة، من النوم في فصول دراسية إلى البحث عن المياه في مخيمات الخيام الضخمة أو النوم في الشوارع.

أنقاض وبقايا منازل


وأظهرت لقطات جوية - يوم الأحد- حجم الدمار في مدينة خان يونس ومناطق أخرى من القطاع، حيث تحولت أحياء بأكملها إلى أراضٍ قاحلة مغطاة بالأنقاض.


وصف محمد مهدي، فلسطيني نازح وأب لطفلين، رحلته المؤلمة إلى منزله المدمر في حي الزيتون بغزة قائلاً: "رأيت في الطريق أفرادًا من شرطة حماس يساعدون النازحين العائدين، رغم الدمار الهائل، بدأ الناس يحتفلون ويزيلون الأنقاض، إنها لحظة انتظروها لمدة 15 شهرًا".


عادت أم صابر، أرملة تبلغ من العمر 48 عامًا، وأم لستة أطفال، إلى بلدتها بيت لاهيا لتجد منزلها والمنطقة المحيطة به قد تحولتا إلى أنقاض. قالت: "وجدنا جثثًا في الشوارع، بعضها بدا وكأنها بقيت هناك لأسابيع". 


كما أشارت إلى تدمير مستشفى كمال عدوان بالكامل، حيث أكدت أن المستشفى لم يعد موجودًا عمليًا، وسط مزاعم متبادلة بين الجيش الإسرائيلي وحماس حول استخدامه لأغراض عسكرية.

تحديات إعادة الإعمار


رغم الدمار الشامل، عبّر العديد من العائدين عن فرحتهم بوقف إطلاق النار. ومع ذلك، تظل إعادة الإعمار تحديًا هائلًا.


تقول الأمم المتحدة: إن إزالة الأنقاض وحدها قد تستغرق أكثر من 15 عامًا، بينما تشير التقديرات أن إعادة بناء غزة ستستغرق أكثر من 350 عامًا إذا استمر الحصار الإسرائيلي.


وقال رامي نوفل، نازح من غزة: "نأمل أن تكون الهدنة دائمة لنتمكن من العودة إلى منازلنا ومدارس أطفالنا".


وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، يظل الأمل هو المحرك الأساسي للعديد من العائلات الفلسطينية، رغم الغموض الذي يكتنف المستقبل.