طارق البشبيشي: صراعات الإخوان تكشف إفلاسهم السياسي وانهيار تنظيمهم

طارق البشبيشي: صراعات الإخوان تكشف إفلاسهم السياسي وانهيار تنظيمهم

طارق البشبيشي: صراعات الإخوان تكشف إفلاسهم السياسي وانهيار تنظيمهم
جماعة الإخوان

تشهد جماعة الإخوان في الخارج واحدة من أعقد أزماتها الداخلية منذ الإطاحة بحكمها في مصر عام 2013، حيث تتواصل الصراعات والانقسامات بين قياداتها، مما أدّى إلى تفكك واضح في بنيتها التنظيمية وفقدانها السيطرة على أعضائها في العديد من الدول.


صراعات بين الجبهات المتنافسة


تشكلت داخل الجماعة جبهتان رئيستان تتنازعان على الشرعية والسيطرة؛ الأولى يقودها إبراهيم منير (قبل وفاته) والآن يتزعمها مجموعة محسوبة على قيادات أوروبا، والثانية يتزعمها محمود حسين الذي يُسيطر على شبكة التنظيم في تركيا، حيث يدّعي كل طرف أنه الممثل الشرعي للإخوان، ورغم محاولات الوساطة، إلا أن الصراع لم يهدأ، بل تصاعد إلى تبادل الاتهامات العلنية.


انهيار الثقة الداخلية


تُشير مصادر مطلعة إلى أن الخلافات بين الجبهتين ليست فقط حول القيادة، بل تمتد إلى التمويلات والنفوذ، حيث تتهم جبهة إسطنبول (محمود حسين) خصومها في أوروبا بالسعي لإقصائهم عن إدارة الموارد المالية الضخمة التي تمتلكها الجماعة. كما تتهمهم بالتماهي مع سياسات دول غربية على حساب الخطاب التقليدي للإخوان.


خسائر التنظيم عالميًا


أدت هذه الانقسامات إلى إضعاف نفوذ الإخوان في العديد من الدول، إذ فقد التنظيم جزءًا كبيرًا من قدرته على التأثير الإعلامي والسياسي، خاصة بعد تصنيفه كجماعة إرهابية في بعض الدول العربية، كما أن العديد من الشباب الذين كانوا محسوبين على الإخوان بدأوا في الابتعاد عن التنظيم بسبب الصراعات الداخلية التي كشفت عن صراع مصالح أكثر منه خلافات فكرية.


تأثير الصراعات 


المراقبون يرون أن هذه الأزمة قد تُؤدي إلى مزيد من التفكك داخل التنظيم، خاصة مع تراجع الدعم المالي والسياسي له في دول عدة. كما أن استمرار الصراعات يجعل الجماعة غير قادرة على تبني موقف موحد تجاه التطورات الإقليمية والدولية، مما يُعزز من احتمالية تفككها إلى مجموعات صغيرة غير مؤثرة، وفي ظل هذه الانقسامات والصراعات المستمرة، يبدو أن الإخوان في الخارج يُواجهون مرحلة جديدة من الضعف، قد تكون الأكثر خطورة على مستقبلهم منذ تأسيس التنظيم.

القيادي الإخواني المنشق، طارق البشبيشي، أكد أن الصراعات الحالية داخل الإخوان ليست مفاجئة، بل هي نتيجة طبيعية لفكر الجماعة القائم على الإقصاء والاستبداد بالرأي. وأوضح أن التنظيم، الذي طالما تغنى بالوحدة والانضباط الداخلي، أصبح الآن نموذجًا للفوضى والصراع على المصالح الشخصية.


وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن الإخوان يُعانون من أزمة ثقة داخلية، حيث بدأ عدد كبير من أعضائهم في التشكيك بقدرة قياداتهم على الاستمرار، خاصة بعد فشلهم في تحقيق أي مكاسب سياسية أو تنظيمية خلال السنوات الأخيرة، وأكد أن الجماعة تلجأ إلى الأكاذيب والشائعات لمحاولة الحفاظ على نفوذها، لكنها لم تعد قادرة على التأثير كما في السابق.

وتابع أن الإخوان في الخارج يُواجهون أخطر مراحل الضعف منذ تأسيسهم، حيث لم يعد لديهم القدرة على التأثير السياسي كما كان في الماضي. كما أن تزايد الانشقاقات يضعف أية محاولات لإعادة بناء التنظيم، مما يجعله عرضة لمزيد من التفكك.