محلل سياسي : الإخوان في تونس يستغلون الشائعات لإحداث فوضى سياسية
محلل سياسي : الإخوان في تونس يستغلون الشائعات لإحداث فوضى سياسية

في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس، تتزايد محاولات حركة "النهضة" الإسلامية للعودة إلى الساحة السياسية، بعد تراجع نفوذها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
هذه المحاولات تترافق مع انتشار واسع للشائعات التي تستهدف زعزعة استقرار الحكومة الحالية وخلق حالة من الفوضى، بهدف إعادة ترتيب الأوضاع السياسية لصالح الحركة.
من تراجع سياسي إلى محاولة العودة
منذ انتخابات 2019، التي شهدت تراجعًا ملحوظًا لحزب "النهضة"، بدأت الحركة في مواجهة تحديات داخلية وخارجية، حيث تراجعت شعبيتها بعد اتهامات عديدة بتورط قياداتها في قضايا فساد وضعف في إدارة شؤون الدولة خلال فترة حكمها في الحكومات السابقة.
ومع ذلك، واصلت الحركة محاولاتها للحفاظ على مكانتها في الساحة السياسية، في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب الشعبي من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.
استخدام الشائعات كسلاح سياسي
في الآونة الأخيرة، برزت ظاهرة استخدام الشائعات بشكل مكثف كأداة من قبل بعض القيادات داخل "النهضة" لمحاولة التأثير على الرأي العام وخلق حالة من الفوضى السياسية. فقد تم تداول العديد من الأخبار المغلوطة حول الأوضاع الداخلية للدولة، بعضها يتضمن مزاعم عن مؤامرات ضد الحركة أو حتى محاولات للانقلاب على الحكومة.
هذه الشائعات تهدف إلى تحفيز الشارع التونسي على النزول إلى الشوارع والاحتجاج ضد الحكومة الحالية، مما يُعزز فكرة "الشرعية الشعبية" التي تسعى "النهضة" للاحتفاظ بها.
في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أكد أسامة عويدات، المحلل السياسي التونسي، أن حركة "النهضة" الإسلامية تستغل الشائعات بشكل متزايد في محاولاتها للعودة إلى المشهد السياسي في تونس.
وأوضح عويدات أن الحركة، التي عانت من تراجع كبير في شعبيتها في السنوات الأخيرة، تُحاول حاليًا استعادة مكانتها عبر نشر أخبار مغلوطة تهدف إلى زعزعة استقرار الحكومة الحالية وخلق حالة من الفوضى.
وفي حديثه، أشار عويدات إلى أن هذه الشائعات تُستخدم كأداة سياسية لتعزيز فكرة أن هناك مؤامرات تُحاك ضد الحركة، مما يُساهم في تأجيج الشارع التونسي ودفعه للتظاهر ضد الحكومة.
وأكد أن نشر هذه الأخبار المغلوطة يهدف إلى إثارة الفوضى السياسية وإضعاف الثقة في النظام القائم، وهو ما يعكس محاولة من "النهضة" للظهور كحزب مظلوم ومنقلب عليه، في محاولة لتشجيع المواطنين على دعمها مجددًا.
وأضاف عويدات أن هذه الحملة الإعلامية تستهدف بشكل خاص الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، حيث يتم التركيز على الشائعات المتعلقة بالفساد الحكومي وعجز السلطة عن حل المشاكل الحياتية للمواطنين.
وقال المحلل السياسي: "هذه الاستراتيجيات قد تُحقق بعض المكاسب الآنية، ولكنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على استقرار الدولة، وقد تُؤدي إلى تزايد الانقسامات في المجتمع التونسي".
وأكد عويدات أن السبيل الوحيد لتجنب هذه الفوضى السياسية هو تعزيز الوعي لدى المواطنين بمخاطر الشائعات، بالإضافة إلى ضرورة العمل على معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية بطرق أكثر فاعلية من أجل استعادة ثقة الشعب.