كارثة عسكرية في كوريا الجنوبية.. مقاتلات تقصف منازل بالخطأ وتُصيب 15 مدنيًا

كارثة عسكرية في كوريا الجنوبية.. مقاتلات تقصف منازل بالخطأ وتُصيب 15 مدنيًا

كارثة عسكرية في كوريا الجنوبية.. مقاتلات تقصف منازل بالخطأ وتُصيب 15 مدنيًا
ضحايا القصف العشوائي

في حادثة عسكرية غير مسبوقة، أصيب خمسة عشر شخصًا في كوريا الجنوبية، من بينهم اثنان في حالة خطيرة، بعد أن قامت مقاتلتان تابعتان لسلاح الجو الكوري الجنوبي بإلقاء ثماني قنابل بشكل خاطئ في منطقة مدنية خلال تدريب عسكري بالذخيرة الحية، وفقًا لما أوردته وسائل الإعلام المحلية، وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".


وتابعت أن الحادثة وقعت حوالي الساعة العاشرة وأربع دقائق صباحًا بالتوقيت المحلي في مدينة بوتشون، الواقعة بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية، فالمدينة، التي اعتادت على سماع أصوات التدريبات العسكرية من حين إلى آخر، لم تكن تتوقع أن تتحول المناورات إلى كارثة أصابت سكانها.

تحقيق شامل وعاجل


وأعلن سلاح الجو الكوري الجنوبي فتح تحقيق عاجل في الحادث، وأصدر بيان اعتذار رسمي للسكان المتضررين، مؤكدًا أنه سيتحمل التعويضات كافة عن الأضرار والإصابات الناجمة عن الحادث، وعلى الرغم من أن بعض القذائف خلال التدريبات العسكرية سبق أن سقطت في مناطق قريبة من الأحياء السكنية في الماضي، إلا أن وقوع إصابات بين المدنيين يعد أمرًا نادرًا.


ووفقًا للتقارير الإعلامية المحلية، أصيب شخصان بكسور في الرقبة والكتفين نتيجة قوة الانفجارات، وفي حالة أخرى، تعرض رجل في الستين من عمره لشظايا استقرت في رقبته أثناء قيادته سيارته لحظة وقوع الانفجار، ووصف الرجل اللحظات الأولى، قائلًا إنه سمع دوي انفجار مفاجئ أثناء القيادة، وفقد وعيه ليستيقظ لاحقًا داخل سيارة إسعاف.


أوضح سلاح الجو في بيان رسمي أن مقاتلتين من طراز KF-16 تورطتا في الحادث، حيث أسقطت إحداهما ثماني قنابل من طراز MK-82 خارج نطاق ميدان التدريب المحدد.


وكشفت التحقيقات الأولية أن أحد الطيارين أدخل إحداثيات خاطئة للهدف، مما أدى إلى إسقاط القنابل في قلب المنطقة السكنية. التحقيقات مستمرة لمعرفة السبب الذي دفع الطائرة الثانية إلى إسقاط قنابلها أيضًا.

تعليق التدريبات العسكرية


وعلى إثر الحادث، أعلنت السلطات العسكرية تعليق جميع التدريبات بالذخيرة الحية إلى حين انتهاء التحقيق وصدور نتائج رسمية حول أسباب الخلل وكيفية تكراره.


كما باشرت فرق التقييم حصر الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والتي شملت تضرر مبنى كنيسة وعدد من المنازل في المنطقة المتأثرة.


وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية نوافذ محطمة وأضرارًا في سقف الكنيسة المتضررة، بينما ظهر الدخان يتصاعد من المنطقة التي شهدت سقوط القنابل.


وقال أحد السكان المحليين إنه كان يشاهد التلفزيون في منزله عندما اهتزت الجدران بالكامل إثر الانفجار، الذي وصفه بأنه أشبه بصاعقة رعدية ضربت المكان.


وأشار مدير مركز لرعاية كبار السن بالقرب من موقع الانفجار إلى أن نوافذ المركز تحطمت بالكامل نتيجة الانفجار، وأصيبت إحدى المعلمات بجروح استدعت نقلها إلى المستشفى، ورغم عدم تعرض أي من كبار السن لإصابات جسدية، إلا أن الهلع سيطر عليهم ما دفع إدارة المركز إلى إعادتهم إلى منازلهم حفاظًا على سلامتهم النفسية.


وأكدت السلطات المحلية في بوتشون أنها قامت بإجلاء عدد من السكان احترازيًا، بينما عملت فرق متخصصة في إزالة القنابل على تمشيط الموقع للتأكد من عدم وجود أي قنابل غير منفجرة، وفي وقت لاحق، أعلنت السلطات أنه لم يتم العثور على أي قنابل إضافية في الموقع.


وأكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن التدريبات العسكرية التي شهدت وقوع الحادث مرتبطة بمناورات مشتركة بين القوات الكورية الجنوبية والأمريكية.


ويأتي هذا الحادث في توقيت حساس قبل أيام من انطلاق التدريبات السنوية المشتركة بين سيول وواشنطن تحت اسم "درع الحرية"، والمقررة بين 10 و20 مارس.


وتعد هذه التدريبات الأولى من نوعها منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في ظل تزايد المخاوف من تعميق التحالف بين كوريا الشمالية وروسيا.


وأعاد الحادث الأخير إلى الأذهان حادثة مماثلة وقعت خلال تدريبات مشتركة عام 2022، عندما أطلقت القوات الكورية الجنوبية والأمريكية صاروخًا باليستيًا قصير المدى تعرض لخلل تقني وسقط داخل ملعب جولف داخل قاعدة عسكرية، ورغم أن الرأس الحربي للصاروخ لم ينفجر حينها، إلا أن الصاروخ اشتعل مسببًا حالة من الذعر بين السكان المجاورين.