تاريخ من الاضطهاد.. الملالي يتهم أهل السنّة بتأجيج الغضب الشعبي
اتهم نظام الملالي أهل السنّة بتأجيج الغضب الشعبي
تاريخ طويل من اضطهاد أهل السنّة في إيران، في غياب أي إحصائيات موثوقة، كان دائماً عدد السكان السُنَّة في إيران موضع خلاف، حيث تميل السلطات الإيرانية الشيعية في إيران إلى تجاهل السكان السُنّة والمجموعات الإثنية غير الفارسية من البلوش والأذريين الأتراك والأكراد والأهواز العرب والتركمان والورش وغيرهم.
اتهامات معتادة
كعادة النظام الإيراني حاول توريط أهل السنّة في إيران بتأجيج الاحتجاجات الشعبية، حيث أكد مسؤول بارز في وزارة الداخلية الإيرانية، أن المظاهرات التي شهدتها البلاد بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في سبتمبر زادت حدتها بسبب بعض الأطراف، واتهمت السلطات الإيرانية مولوي عبدالحميد، إمام أحد مساجد السنة في سيستان بلوشستان بـ"تأجيج الغضب الشعبي واستفزاز الجماهير"، حيث وصفوا خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ بأنها مثيرة للاستفزاز، وكان مولوي عبدالحميد حمّل في خطبته الجمعة "كل المسؤولين ومن يديرون شؤون البلاد" المسؤولية عما حصل في زاهدان، وتقع سيستان بلوشستان في جنوب شرقي إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وغالباً ما تشهد مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحة.
ثلث إيران
تدّعي الحكومة الإيرانية، أن السُّنة لا يمثلون سوى 10 إلى 15% من السكان، في حين يرى الإيرانيون السُّنة أنهم يمثلون ثلث السكان على الأقل، ومع تصاعد القومية السُّنيّة في إيران، تشكل دائما هذه القضية تحدِّياً للنظام الإيراني، وتقدر نسبة السُّنة في البلاد بثلث السكان، حيث إن المجموعات العرقية الكردية والبلوشية والتركمانية في بلوشستان وجوستان هي مجموعات سنية بالكامل، كما يُعتقد أن نصف العرب الأهوازيين في إيران، الذين يمثلون نسبة 10%، قد تحوّلوا من شيعة إلى سنة خلال العقود الأربعة الأخيرة من حكم الملالي، وعلاوة على هذا، فإن سكان الساحل الشرقي للخليج وسكان الجزر المتناثرة في الخليج وبعض أجزاء هرمزجان هم أيضاً من السُّنة، تاريخياً، كان معظم الإيرانيين من السُّنة، باستثناء الشيعة العرب الذين عاشوا في جنوب غربي إيران، وكانوا مستقلين قبل أن تشكل الدولة الصفوية إيران الحديثة.
العدو الأول
تمارس الحكومة الإيرانية شتى وسائل القمع والاضطهاد ضد السنّة في إيران، حيث يُمنع أبناء الطائفة السنية في إيران من تولي مناصب عليا في الحكومة، كما يحظر عليهم النظام ترميم مساجدهم المتداعية أو بناء مساجد جديدة، فعلى الرغم من تباهي الجمهورية الإسلامية بـ"وحدة المسلمين" في إيران، أكد أبناء أهل السنة فيها غياب المساواة في التعامل بين مختلف الطوائف الإسلامية، وكباقي الأقليات الدينية في إيران، حتى تلك التي اعترف بديانتها كديانات رسمية في البلاد منذ الثورة الإيرانية عام 1979، يعاني السنة بشكل مستمر من التمييز في العديد من جوانب الحياة، ومحاولة توريطهم في أي قضايا شعبية وتصوريهم للشعب الإيراني بأنهم العدو الأول لنظام الملالي.