محللون: مظاهرات الإخوان في تل أبيب إساءة لفلسطين وتحريض ضد الدول العربية
محللون: مظاهرات الإخوان في تل أبيب إساءة لفلسطين وتحريض ضد الدول العربية

في تحرك يعكس استغلال جماعة الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، نظّم عناصر من الجماعة مظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، رفعوا خلالها شعارات عدائية ضد القيادة المصرية، بالتزامن مع حملات تحريض ممنهجة ضد الأردن، في محاولة لتشويه دور الدول العربية في دعم الشعب الفلسطيني.
وبينما تواصل مصر والأردن جهودهما الدبلوماسية والإنسانية لإغاثة المدنيين في غزة والتوسط لوقف إطلاق النار، تتعمّد الجماعة تشويه هذه الأدوار المحورية، من خلال نشر الأكاذيب والترويج لروايات مغلوطة تهدف إلى إثارة الفتنة وبث الشك في نوايا الدول العربية.
وبحسب محللين، فإن تحركات الإخوان في هذا التوقيت تكشف عن ازدواجية خطيرة في مواقف الجماعة، حيث تتجاهل تمامًا الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين، وتوجه سهامها إلى الدول العربية التي تقف في الصفوف الأمامية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
وأشار المراقبون، أن تلك الممارسات تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة تتبعها الجماعة منذ سنوات، تقوم على استخدام الشعارات الدينية والقومية لتأليب الشارع العربي ضد أنظمته السياسية، بما يخدم أجندات خارجية لا علاقة لها بمصلحة الشعب الفلسطيني.
ويرى مراقبون، أن ظهور عناصر الجماعة في قلب تل أبيب، في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون في غزة لأبشع أنواع العدوان، يُعد صفعة جديدة على وجه القضية، ويعكس حالة الانفصام السياسي والأخلاقي التي تعيشها الجماعة.
ويؤكد خبراء، أن الإخوان يحاولون تصدير صورة مغلوطة بأن الدول العربية تتخلى عن القضية، في الوقت الذي تبذل فيه مصر جهودًا غير مسبوقة لإنقاذ أرواح المدنيين عبر المعابر، وتنقل مساعدات إنسانية بشكل يومي، فضلًا عن تحركات دبلوماسية فاعلة على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي ختام التحليلات، يجمع المراقبون على أن ما تقوم به الجماعة لا يخدم القضية الفلسطينية، بل يصب في مصلحة أعدائها، عبر تمزيق الصف العربي، والتشكيك في كل جهد حقيقي يُبذل لنصرة الشعب الفلسطيني.
وصف المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور محمود الزهيري، مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين أمام السفارة المصرية في تل أبيب، بأنها "استغلال فجّ للقضية الفلسطينية"، و"محاولة مكشوفة للتحريض على الدول العربية التي تقدم الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني".
وقال الزهيري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن "ما فعلته جماعة الإخوان لا يمكن فهمه إلا في إطار أجندة سياسية تستهدف النيل من الدول التي تقف إلى جانب الفلسطينيين، وعلى رأسها مصر والأردن"، مشيرًا أن الجماعة تحاول حرف الأنظار عن جرائم الاحتلال بتوجيه الاتهامات للدول العربية.
وأضاف: "أن يظهر عناصر من جماعة تزعم دعمها لفلسطين في قلب تل أبيب، ويرفعون شعارات ضد مصر والأردن، فهذا لا يُعد تضامنًا، بل خدمة مجانية للاحتلال، وتشويش على المواقف العربية الأصيلة التي لم تتخل عن دعم غزة سياسيًا وإنسانيًا".
وأشار أن الإخوان دأبوا على توظيف القضية الفلسطينية كأداة سياسية، دون أن يقدموا أي دعم فعلي على الأرض، موضحًا أن مظاهراتهم ليست سوى محاولة لإثارة البلبلة، وبث الشكوك في جهود الدول العربية، التي تشكل حائط الصد الأول في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
وأكد الزهيري، أن "مصر تقوم بدور محوري في نقل المساعدات وتنسيق الجهود الدولية، بينما تواصل الأردن تثبيت موقفه الداعم للقدس ومقدساتها"، متسائلًا: "أين كانت هذه الجماعة حين قُصفت غزة؟ وأين هم من المساعدات، والمبادرات، والعمل الدبلوماسي؟".
وشدد على أن الشعب الفلسطيني يدرك تمامًا من يقف إلى جانبه ومن يستغل قضيته، مضيفًا أن مثل هذه المظاهر لا تمثل الفلسطينيين، بل تضر بنضالهم العادل، وتخدم فقط أجندات تخريبية لا علاقة لها بالمقاومة أو بالحرية.
انتقد المحلل السياسي الفلسطيني عاطف منصور، تصرفات جماعة الإخوان المسلمين التي تظاهرت مؤخرًا أمام السفارة المصرية في تل أبيب، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل "إساءة مباشرة لفلسطين وقضيتها العادلة"، واصفًا تحركات الجماعة بأنها "محاولة مكشوفة لضرب الموقف العربي الموحد عبر التحريض على مصر والأردن".
وقال منصور - في تصريحات للعرب مباشر-: إن "ما قامت به الجماعة هو خيانة أخلاقية قبل أن تكون سياسية، إذ ظهرت في عاصمة الاحتلال لتهاجم الدول التي ما زالت تقدم يد العون لغزة، وتحرك دبلوماسيتها ومساعداتها رغم التحديات"، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال تهدف لزرع الفتنة وخلط الأوراق.
وأوضح، أن جماعة الإخوان لا تسعى إلى نصرة القضية الفلسطينية، بل إلى تسخيرها لصالح أجنداتها، مضيفًا: "من يدّعي الوقوف مع فلسطين لا يهاجم مصر، التي فتحت معبر رفح وقدمت آلاف الأطنان من المساعدات، ولا يشكك في دور الأردن الذي يتحمل مسؤولية حماية المقدسات في القدس".