مخاوف ضخمة في القصر الأميري القطري بسبب كورونا وتحذيرات مخيفة
انتشرت مخاوف ضخمة في القصر الأميري القطري بسبب كورونا
يبدو أن فيروس كورونا المستجد كشر عن أنيابه مجددا لقطر، بعد عبورها بالغ الصعوبة من الموجات السابقة، إثر ضعف الجهاز الصحي وتفشي الإصابات بصورة واسعة، ليتكرر الوضع ذاته هذه المرة، والتي تتزامن مع قرب انطلاق مباريات المونديال؛ ما يؤجج المخاوف بالقصر الأميري.
مخاوف ضخمة
وكشفت مصادر رفيعة عن وجود حالة من القلق والتوتر البالغ في القصر الأميري القطري والحكومة، إثر ارتفاع إصابات كورونا مجددا بصورة مخيفة، والتي تفاقمت بشدة خلال الأسبوع الماضي.
وأضافت المصادر: أن الوضع متدهور للغاية في قطر، لذلك وجه القصر الأميري أوامره بتقليل الأرقام المعلنة بشأن الإصابات والوفيات لحين تدارك الأمر، واستجداء المساعدات الخارجية السرية، لنشر صورة مزيفة بشأن قدرة البلاد على احتواء الأمر.
وأشارت إلى وجود مشاورات بين أروقة الحكومة القطرية بشأن إعادة قرارات الإغلاق في البلاد مجددا، بينما وجه القصر الأميري بتجنب ذلك القرار، خوفا على المونديال، والغضب الشعبي بسبب استقبال أعداد ضخمة في كأس العرب وعدم اتباع التدابير الاحترازية.
كما صدرت قرارات بتجنب حضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أيّ احتفالات أو لقاءات تشهد حضورا كبيرا، خوفا على إصابته بكورونا أو متحور أوميكرون، وفقا للمصادر.
ارتفاع إصابات كورونا
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة القطرية 3 حالات وفاة و2664 حالة إصابة بكورونا، في البلاد وبين المسافرين القادمين إلى الدولة، حيث سجلت الحصيلة الأعلى بدول الخليج.
ومن المتوقع تصاعد الوضع الوبائي في قطر، بزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الفترة الحالية والمقبلة.
وبذلك، تعد قطر من الدول المعدودة في العالم التي سجلت ارتفاعا عاليا في نسبة تفشي كورونا، مقارنة بين عدد سكانها والإصابات، وهو ما نتج عنه مشاكل وأزمات ضخمة العام الماضي، والتي من الواضح أنها تتكرر مجددا.
وتحاول الحكومة بث تلميحات بشأن ذلك التدهور من خلال عدة خطوات، من بينها ما أكدته وزارة الصحة، في بيانها منذ أيام، بشأن ارتفاع الحالات الجديدة المسجلة يوميا لكورونا، حيث إن رصد متحور أوميكرون في الدوحة يعد خطرا متمثلا بظهور حالات جديدة بالفيروس، الذي ينتشر بصورة سريعة، محذرة من خطورة المرحلة في محاربة الفيروس.
وظهر تلاعب الحكومة القطرية فيما يخص أعداد الإصابات بالبلاد، عدة مرات خوفا من فشل كأس العرب وهروب المشجعين، وتهديد مباريات المونديال المقرر انطلاقه العام الجاري، بجانب كشف إهمالها وضعف جهازها الصحي، لتفضل صورتها على الصحة العامة.
قرارات جديدة
وفي محاولة ضعيفة لاحتواء الأمر، اتخذت قطر عدة خطوات بعد زيادة الإصابات، منها ما أعلنه اليوم، الاتحاد القطري لكرة اليد بتأجيل جميع مباريات الفئات السنية بسبب التزايد الملحوظ في عدد إصابات فيروس كورونا، حيث تم تأجيل مباريات جميع الفئات السنية (الأمل - الأشبال - الناشئين - الشباب) حتى إشعار آخر.
وقررت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي اعتماد نظام "التعلّم عن بُعد" لمدة أسبوع واحد فقط، وتعليق حضور جميع الطلبة في جميع المدارس ورياض الأطفال الحكومية منها والخاصة في الدولة، وذلك اعتبارًا من يوم الأحد 2 يناير 2022.
كما أعلن مجلس الوزراء القطري إعادة الكمامات ليكون الالتزام بها في جميع الأماكن العامة المغلقة والمفتوحة، بعد أن كانت إلزامية فقط في الأماكن المغلقة، مع استثناء الأطفال دون 6 سنوات ومن يمارسون الرياضة في الأماكن المفتوحة.
ورغم تصاعد الإصابات، وجه باستمرار السماح بتنظيم المؤتمرات والمعارض والفعاليات لكن بطاقة استيعابية لا تتجاوز 75 بالمائة في الأماكن المفتوحة، و50 بالمائة في المغلقة، على أن يكون من بين تلك النسبة 90 بالمائة من المشاركين ممن استكملوا جرعات اللقاح المضاد لـ(كوفيد-19)، ويلتزم غير المطعمين أو من لم يستكملوا التطعيم بإجراء فحص الفيروس.
وأصدرت وزارة الصحة القطرية قائمة حمراء ضمن سياسة السفر والعودة حسب تصنيف خطورة جائحة كوفيد-19، وضمت القائمة 47 دولة بعد تحديثها، حيث انضمت 24 دولة من بينها الجزائر والسودان وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا وكندا.
فيما أعلن المزود الرئيسي لخدمات الرعاية الصحية في قطر وقف إجازات موظفيه العاملين في الأقسام المرتبطة بفيروس كورونا، بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بشكل سريع في الإمارة.
وأصدرت مؤسسة حمد الطبية الحكومية، التي تدير 12 مستشفى وخدمات الإسعاف في قطر، تعميما بأنه "تم اتّخاذ القرار الصعب بتعليق جميع طلبات إجازات الموظفين التي سبق الموافقة عليها والمستقبلية للموظفين الذين يعملون في أنشطة كورونا".
وأفادت المؤسسة بأنه "سيتم إلغاء جميع الإجازات التي تمت الموافقة عليها للفترة من 28/ 12/ 2021 وحتى 31/03/2022، ولن تتم الموافقة على أي طلبات إجازات جديدة"، بينما في حالة السفر خارج الدولة "فإن الأمر يتطلب الحصول على تصريح الخروج بعد موافقة إدارة الموظف وإدارة الموارد البشرية".