بعد تقلد منصبها بمجلس الأمن.. محللون: الإمارات ستلعب دوراً ريادياً يخدم المنطقة
أكد محللون أن الإمارات العربية المتحدة بعد تقلد منصبها بمجلس الأمن ستلعب دوراً ريادياً يخدم المنطقة
تقلدت الإمارات، اليوم مقعدها بمجلس الأمن الدولي في عضوية تركز خلالها على تعزيز أطر السلام والشمولية والمرونة والابتكار.
تقليد مستحق
وقال الحساب الرسمي لمكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الإمارات عبر موقع تويتر: "تتقلد دولة الإمارات اليوم مقعدها في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بقيادة لانا نسيبة، مساعد وزير الخارجية والمندوبة الدائمة للدولة في الأمم المتحدة".
وأضاف: أن "الإمارات ستركز خلال العامين القادمين على تعزيز أطر السلام والشمولية والمرونة والابتكار".
وأرفق المكتب تغريدته بأخرى للبعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، نشرها حساب الأخيرة، نهاية ديسمبر الماضي، جاء فيها: "نسترشد بشعار 'أقوى باتحادنا'، في عملنا بالدولة وحول العالم".
وتابع: إن دولة الإمارات في مجلس الأمن، ستعمل ضمن مساعيها العالمية المشتركة من أجل تحقيق سلام مستدام، عبر بناء القدرة على الصمود، وتعزيز الشمولية، وتحفيز الابتكار.
ويأتي تقليد المنصب بعد أن فازت الإمارات بمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي عن الفترة 2022- 2023 خلال انتخابات جرت في يونيو الماضي، لتكون هذه المرة الثانية التي تشغل فيه هذا المقعد الذي سبق وشغلته في الفترة 1986-1987.
ويأتي فوز حققته الإمارات رافعة شعار "نحن أقوى باتحادنا"، لتحقق بذلك إنجازا دوليا مستحقا، ويمثل استكمالا لجهودها من أجل قضايا السلم والأمن في المنطقة والعالم، انطلاقا من رؤية الإمارات الإستراتيجية لقضايا العالم وهموم المجتمع الدولي، وخبرة كبيرة في التعاطي مع مختلف القضايا.
دعم عربي ودولي
وكشفت العديد من التقارير العربية والدولية أن الإمارات تستحق عضوية مجلس الأمن الدولي عن جدارة، برصيد من العمل الدولي والإقليمي يحقق الرسالة العالمية لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار للشعوب وكذلك الرسالة الإنسانية بإرساء قيم العدل والتعايش والتسامح.
ولفتت التقارير أن فوزا مستحقا يستند للعديد من المنطلقات أبرزها مصداقية الإمارات وواقعيتها السياسية، وكذلك وعيها بحتمية الانفتاح على الآخر وقبوله، وهو ما خلق منها دولة تمثل نموذجا عالميا ينشد السلم والتنمية والازدهار، ويؤسس للممارسات السلمية وثقافة التعايش، وأن هناك مهام تتقلدها دولة برصيد زاخر يمكنها من مواجهة متطلبات القرن الحادي والعشرين، ويحمل رايتها فريق يمتاز بالخبرة والكفاءة والتفاني، ويجمعهم التصميم على إطلاق الخمسين سنة القادمة من الدبلوماسية الإماراتية بنجاح.
قضايا ستركز عليها الإمارات
وحول القضايا التي ستركز عليها دولة الإمارات خلال عضويتها في مجلس الأمن، أوضحت أنه رغم أن جدول أعمال مجلس الأمن يتأثر بشدة بالتطورات المستجدة في العالم، إلا أن هناك سلسلة من التحديات العابرة للحدود الوطنية التي تتطلب اتخاذ إجراءات مشتركة للتغلب عليها ونحن نؤمن بأن دولة الإمارات مؤهلة جيداً للمساعدة في إيجاد حلول للعديد من التحديات سواء الناشئة أو العابرة للحدود.
وأضافت: أنه على سبيل المثال يعتبر تغير المناخ أحد التحديات التي تقوض السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم وخاصة في الدول التي تعاني بالفعل من نزاعات أو التي تمر بمرحلة ما بعد انتهاء النزاع، وباعتبار دولة الإمارات من كبار الدول المنتجة للهيدروكربون والتي ركزت على تنويع مصادر الطاقة؛ فإنها تؤمن بقدرتها في المساعدة على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن السبل العملية لمواجهة العلاقة السببية بين تغير المناخ وانعدام الأمن بما في ذلك، من خلال تشجيع المجلس على اتباع نهج أكثر استباقي في مواجهة التهديدات الناشئة وتأييد استخدام عمليات حفظ السلام لمصادر الطاقة المتجددة.
دور ريادي للإمارات
يقول الدكتور محمد أبو غزالة، الباحث المتخصص في الشؤون الإستراتيجية بمركز "تريندز"، إنه ينطوي انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على أهميةٍ كبيرةٍ؛ لأنه لا يمثل تتويجاً لمسيرة حافلة من الجهود التي قامت وتقوم بها الدولة من أجل تحقيق التنمية العالمية والأمن الاستقرار الدوليين فقط، وإنما يعكس المكانة التي أضحت تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية.
وأضاف: أن هناك بالطبع ثقة عالية في الإمارات لقدرتها على المساهمة بفعالية في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وحفظ السلم العالمي، والالتزام الشديد بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة مطلع الألفية الجديدة، ويعكس حجم التأييد الذي حظيت به الإمارات سواء داخل المجموعة الكبيرة التي تُمثلها، أو من أعضاء الجمعية العامة كلهم، رغبة المجتمع الدولي في أن تتولى الإمارات هذا الموقع المهم؛ حيث يُعول العالم وخاصة الدول النامية عليها كثيراً في تبنّي قضاياها العادلة ودعم عمليات التنمية وحفظ الأمن والاستقرار الدوليين، والدفع بالعمل الجماعي قُدُماً؛ خاصة في ظل جائحة كورونا التي أظهرت محورية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية. ولا شك أن الدور الذي اضطلعت به دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة هذه الجائحة لقي الكثير من الثناء والتقدير سواء من الدول أو المنظمات الدولية العالمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما.
ولفت أن تقليد الإمارات بعد انتخابها في مجلس الأمن يعكس المكانة التي تتمتع بها الدولة وقوتها الناعمة المتنامية، والتقدير العالمي للنموذج المتميز الذي تمثله، ليس بسبب ما حققته من تقدم لشعبها في فترة زمنية قصيرة فقط، وإنما لكونها دولة عصرية تعمل من أجل التنمية والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي.