انتصار للشرق الأوسط وكسر عزلة روسيا.. ما وراء رحلة بوتين الهامة للإمارات والسعودية؟

رحلة بوتين الهامة للإمارات والسعودية

انتصار للشرق الأوسط وكسر عزلة روسيا.. ما وراء رحلة بوتين الهامة للإمارات والسعودية؟
بوتين

توجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء في رحلة خارجية نادرة تهدف إلى تعزيز التعاون النفطي ومواجهة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وأوروبا لعزله بسبب الحرب في أوكرانيا.

رحلة نادرة

وأفادت وكالة "بلومبرج" الأميركية، بأنه من المقرر أن يلتقي بوتين مع حاكم الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبو ظبي ويجري محادثات في العاصمة السعودية الرياض مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب الكرملين. 

وأضافت أن الزيارة الأولى للبلدين منذ أزمة أوكرانيا في فبراير 2022، تتزامن مع محادثات حول خفض استخدام الوقود الأحفوري في قمة COP28 التي استضافتها الإمارات في دبي.

وأشارت إلى أنه سيكون في قلب المناقشات في الرياض دور روسيا في أوبك +، والتحالف الذي تقوده السعودية بين منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجي النفط الرئيسيين الآخرين، والذي وافق الأسبوع الماضي على تمديد وتعميق تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار.

فوز الشرق الأوسط

وقال أندريه كورتونوف، مدير الأبحاث في مجلس الشؤون الدولية الروسي الذي أسسه الكرملين: "هذا يُظهر أن روسيا ليست معزولة دولياً ولديها عدد كبير من الشركاء والأصدقاء في أجزاء مختلفة من العالم".

وأضاف "الخليج العربي هو إحدى المناطق التي يمكننا أن نثبت فيها ذلك بشكل أكثر فعالية."

وقال عبد الخالق عبد الله، الخبير السياسي المقيم في الإمارات: إن المحادثات توفر أيضًا فرصة لدول الشرق الأوسط، بتسليط الضوء على أن لديها علاقات جيدة مع الجميع”. 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء: إن بوتين لن يحضر قمة COP28 أثناء وجوده هناك.

وأضاف أن المملكة العربية السعودية، في الوقت نفسه، تتطلع إلى الزعيم الروسي لتعزيز التنسيق بين أوبك +، بعد الاتفاق على خفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الأول.

وتابعت الوكالة الأميركية، أنه بينما شابت محادثات التحالف تأخيرات بسبب خلاف داخلي بين المملكة العربية السعودية وأنغولا ونيجيريا، عرض مسؤولون من موسكو والرياض صورة للتعاون الوثيق والثقة المتبادلة خلال العملية.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج إن المملكة العربية السعودية لديها ثقة في أن موسكو ستنفذ حصتها من تخفيضات الإنتاج. وفي تصريحات لوكالة تاس للأنباء التي تديرها الدولة يوم الثلاثاء، كرر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك موقف المملكة، قائلا إن أوبك + مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر.

ومن المتوقع أيضًا أن يناقش بوتين الهجوم الإسرائيلي على حماس في غزة، والذي بدأ منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأدى القتال إلى خلق فجوة وخلاف كبير بين الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، والدول العربية بما في ذلك المملكة العربية السعودية بسبب مقتل آلاف الفلسطينيين والأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وتدعم موسكو مساعي الدول العربية من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة يهودية في نهاية المطاف. ويستضيف بوتين يوم الخميس الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي تدعم بلاده حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

المسرح العالمي

وأكدت الوكالة الأميركية، أن الجولة الخليجية تُعَدّ أيضًا علامة على أن الزعيم الروسي أصبح أكثر ثقة للظهور على المسرح العالمي بعد مرور عامين تقريبًا على حربه على أوكرانيا، حيث تكافح كييف لاستعادة الأراضي وسط علامات الإرهاق الغربي ونزاع أميركي حول تمويل دعمها.  

وتابعت أن بوتين اقتصر رحلاته  بشكل أساسي على الحلفاء المقربين منذ أن أمر بإرسال قوات إلى أوكرانيا، ما أدى إلى فرض مجموعة من العقوبات الدولية، بما في ذلك على صادراتها من النفط الخام. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في مارس بتهمة ارتكاب جرائم حرب، مما زاد من تعقيد سفره خارج بلاده، ولم توقع المملكة العربية السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة على المحكمة الجنائية الدولية.