انتقد المواطنون في لبنان الحالة التي تمر بها البلاد من بنية تحتية منهارة وتسببت في غرق البلاد في أول أزمة في نهاية العام الحالي، حيث شهدت لبنان موجة صعبة من الأمطار التي أغرقت البلاد بمياه الأمطار.

والمشاهد التي شاهدها المواطنون في لبنان كانت صادمة وغالبية طرقات لبنان أصبحت في معاناة كبرى نتيجة للأمطار التي غمرت كل شيء وأغرقت السيارات والمواطنين في الشوارع، وعانى الكثير من زيادة حدة الأمطار، حيث قضى 4 أطفال فجر السبت جراء انهيار سقف غرفة كانوا بداخلها في منطقة مزيارة، قضاء زغرتا شمال لبنان، فيما نجا الوالدان والابن البكر من الموت.

الدفع بالدفاع المدني لمواجهة الأمطار والحفاظ على المواطنين

وقد انتشرت قوات الدفاع المدني طوال اليوم  للعمل على إنقاذ المواطنين الذين احتجزوا داخل سياراتهم بسبب تكون البِرَك والبحيرات جراء تساقط الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه في بعض الطرقات الداخلية، خصوصاً تلك القريبة من الأنهار، وقد أغرق ارتفاع مستوى المياه أكبر آليات الدفاع المدني في بيروت الكرنتينا.

وتعاني لبنان من سيول شتوية قوية، وتخيل العديد من المواطنين أن البحر خرج لزيارتهم فأغرقهم بسيل من ماء زاد ارتفاعه في بعض الأماكن على العشرين سنتيمتراً، فترك الأهالي سياراتهم بالشوارع ونجوا بأنفسهم من الجرف المائي.

وبينما امتلأت الطرق بالحجارة والوحول والصخور وحصلت انهيارات عدة على طرقات الضنية وزغرتا -إهدن وتحولت البيوت إلى برك للسباحة ولحقت بالمفروشات أضرار كبيرة.

ومساء الجمعة، فاض نهر بيروت جراء كثافة الأمطار، ونشر وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية عبر منصة "إكس" فيديو نهر بيروت، قائلاً: "يظهر الفيديو بوضوح عدم انسياب المياه نحو البحر بسبب عدم تعزيل وتنظيف مجراه؛ ما أدى إلى فيضان المياه إلى الكرنتينا، علماً أنه -واستناداً للكتاب المرفق والموجه إلى وزارة الطاقة والمياه- على وزارة الطاقة والمياه ضمن نطاق صلاحياتها المنصوص عليها بالقانون رقم (221) تاريخ 29/05/2000 (تنظيم قطاع المياه) والذي يشير إلى المعنيين بمهام تصحيح مجاري مياه الأنهار.

الأمطار قطعت الطرقات

بينما أفادت غرفة التحكم المروري، صباح السبت، بقطع مختلف الطرقات المؤدية إلى محلة سوق السمك - الكرنتينا وتحويل السير إلى الأوتوستراد الرئيسي بسبب تجمّع الوحول والمياه.

وبالتزامن، أدى تساقط كميات كبيرة من الأمطار الكثيفة إلى تجمع المياه داخل مستشفى قلب يسوع في الحازمية الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد أظهرت الصور دخول المياه إلى قسم الطوارئ وقسم الأشعة في المستشفى بعدما غمرت موقف السيارات التابع لهما، كما تم تداول فيديوهات لسحب مواطنين بالحبال من أنفاق المطار في بيروت، كما أظهرت الفيديوهات المتداولة غرق أوتوستراد خلدة بيروت بالاتجاهين.

وفي نفس الوقت قال المحلل السياسي اللبناني حسن صعب: إن الأزمة تكمن في انهيار البنية التحتية في لبنان، وهو ما نراه بشكل يومي ويظهر بشدة في الأزمات بداية من مرفأ بيروت إلى أمطار دمرت البلاد بشدة، ولبنان من الدول التي ستعاني من تغيرات المناخ كونها على حافة البحر المتوسط، ولكن في نفس الوقت الأمطار تأتي في لبنان سنوياً وتشهد فشلاً ذريعاً للحكومة.

وأضاف صعب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن العيد يأتي في لبنان والمواطنون لا يعرفون حتى المشي أو المعيشة في البلاد، وهناك الكثير من المواطنين لا يثقون في الحكومة، وبالتالي لا بد من تحرك سياسي في لبنان للتغير مما يحدث، ولبنان من الدول القليلة التي أنهكتها الأمطار.