ما سيناريوهات زيارة الرئيس السوري إلى الصين؟
يزور الرئيس السوري الصين
بعد سنوات من الابتعاد، قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة رسمية إلى الصين، حمل الكثير من الدلالات الهامة في توقيت تعاني فيه سوريا من ضغوطات عالمية وداخلية.
الأسد قام بالزيارة هي الأولى من نوعها إلى الصين منذ بدء الحرب في سوريا، ويرافقه في الزيارة زوجته السيدة أسماء الأسد، والرئيسان سيعقدان "قمة سورية صينية"، وتشمل الزيارة عددا من اللقاءات والفعاليات التي سيجريها الرئيس الأسد وأسماء الأسد في مدينتي هانغتشو وبكين.
تحدي الإدارة الأميركية
وحضور الأسد إلى الصين يتزامن مع حضور عدد من قادة الدول لحفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة في هانغتشو يومي 22 و23 سبتمبر، وسيقيم شي مأدبة ترحيب وأنشطة ثنائية للقادة الأجانب الذين يزورون الصين.
وتحمل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصين إشارات منها تقديم بكين الدعم للرئيس الأسد، وتحدي الإدارة الأميركية التي تحاول عزل الرئيس السوري عن طريق عقوبات على النظام والدولة السورية.
وكان للصين دور في عودة سوريا إلى الحضن العربي؛ إذ إن دمشق كانت حاضرة في المناقشات التي أجراها الرئيس الصيني في أثناء زيارته السعودية، وأيضاً، كانت ضمن المباحثات التي أجراها الرئيس شي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي عندما زار الأخير بكين أواخر شهر فبراير الماضي، قبل المصالحة الإيرانية - السعودية.
تغيرات بالمنطقة وحضور صيني
وتأتي زيارة الرئيس الأسد لبكين في وقت تشهد المنطقة تغيرات كبيرة تتمثل بالمصالحة السعودية الإيرانية واستئناف دمشق علاقاتها مع دول عربية عدة، على رأسها السعودية، وأيضاً بعد توتر كبير في العلاقات الأميركية الصينية، وازدياد المنافسة بين أكبر اقتصادين في العالم على منطقة الشرق الأوسط، التي باتت تحظى بأهمية كبيرة لدى الأطراف الدولية.
وكذلك فهناك طابع اقتصادي لبلد مزقته الحرب ودمرت اقتصاده وأصبحت التظاهرات ضد الوضع الاقتصادي مستمرة في البلاد نتيجة للوضع الاقتصادي السيئ، ومنذ بدء النزاع في سوريا، لم تنخرط الصين عسكرياً في الصراع، بل قدمت الدعم المالي والسياسي للنظام السوري.
حيث امتنعت بكين مراراً عن التصويت على القرارات التي كانت ترى فيها تدخلاً في شؤون سوريا الداخلية، واستخدمت حق الفيتو.
ويقول الباحث السياسي السوري علاء الأصفري: إن الأزمة في سوريا أصبحت اقتصادية على المستوى الأساسي، وبكين هي أفضل حليف في الوقت الحالي، خاصة لدعمها سوريا في حربها ضد الإرهاب بشكل سياسي على عكس الإدارة الأميركية التي قامت بفرض عقوبات على النظام.
وأضاف الأصفري في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن بكين كان لديها مقترحات عديدة لحل الأزمة السورية، منها عام 2021 عندما زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي دمشق، وقدم اقتراحاً لحل القضية السورية من 4 نقاط، يقوم الاقتراح على احترام سيادة سوريا، وسلامة أراضيها، واحترام خيار الشعب السوري، وتسريع عملية إعادة الإعمار، ورفع العقوبات ومكافحة الإرهاب، وإيجاد حل سياسي وحل الخلاف بين الفصائل السورية من خلال التشاور والحوار.