وجه جديد في دبلوماسية السودان.. لماذا أقال البرهان وزير خارجيته المثير للجدل؟
أقال البرهان وزير خارجيته المثير للجدل
في خضم التحولات السياسية الراهنة، يشهد السودان تغييرات دبلوماسية ملفتة تعكس توجهات جديدة في السياسة الخارجية، حيث أقدم عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، على خطوة جريئة بإقالة وزير الخارجية علي الصادق، المعروف بمواقفه الجدلية، وتعيين حسين عوض علي، الدبلوماسي السابق في كمبالا، ليخلفه في منصبه، تأتي هذه الإقالة لتلقي الضوء على الديناميكيات الداخلية والضغوط الخارجية التي تشكل مسار السياسة السودانية.
*تحديات قانونية*
أعلن البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، عن إعفاء الوزير الصادق من منصبه، وهو الشخصية التي أثارت الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة.
وقد جاءت الإقالة على خلفية تعيين السفير السابق للسودان في أوغندا، حسين عوض، الذي يواجه تحديات قانونية بعد أن اتهمه سائقه الأوغندي سيسباق جلال ماند إسماعيل، بصفعه على وجهه مما أثر على عينه الشمال، بحسب الصحف الأوغندية.
تأتي هذه الخطوة في ظل النقاشات الحادة حول دور الصادق في إعاقة مبادرات السلام التي تقودها "إيغاد" لمعالجة الأزمة السودانية المتفاقمة.
وقد أثارت قدرات الوزير الجديد، عوض، على المناورة الدبلوماسية تساؤلات بين الدبلوماسيين والمراقبين، خاصةً في ظل الاتهامات الموجهة إليه في أوغندا.
من هو الوزير الجديد؟
تولى حسين عوض، الذي تولى حقيبة وزارة الخارجية حديثاً، مسؤولية أداء واجبات وكيل الوزارة بدءًا من نهاية العام الماضي، بعد إعفاء السفير دفع الله الحاج من منصبه.
قبل توليه هذا المنصب، شغل عوض مناصب دبلوماسية متنوعة، حيث كان سفيرًا لبلاده في كمبالا ولوساكا، كما شغل منصب مندوب للسودان لدى منظمة الكوميسا، وقام بتمثيل السودان في عدة دول أخرى في إطار العمل الدبلوماسي.
وقد عمل أيضاً في السفارات السودانية في الرياض والكويت ولندن ومقديشو، إلى جانب مشاركته في العديد من المؤتمرات واللجان والمنابر الدولية والإقليمية والثنائية.
بالإضافة إلى خبرته الدبلوماسية، عمل عوض كمدير عام للعلاقات والقضايا الدولية، وشغل عدة مناصب في الإدارات المتخصصة والبحوث.
يتمتع الوزير الجديد بخبرة واسعة في مجال الدبلوماسية، حيث تخرج من جامعة الخرطوم في قسم العلوم السياسية والجغرافيا عام 1982، وحاز على الماجستير والدبلوم العالي، بالإضافة إلى دراساته في جامعات ومعاهد عالمية، وانضم إلى وزارة الخارجية في عام 1984.
*جدلًا واسعًا*
كان الصادق، الوزير المُقال، من الشخصيات البارزة في النظام السابق ومن المقربين للأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، المطلوب لدى الولايات المتحدة، وقد أثار بيانه الرافض لقرارات قمة "إيغاد" جدلاً واسعاً، مما وضع البرهان في موقف محرج دولياً ودفعه لتغيير موقفه المعلن.
وفقاً لمصادر مطلعة، هناك أربعة أسباب رئيسية وراء إقالة الصادق، تتراوح بين تورطه الواضح مع خلايا الإخوان السياسية، والشائعات حول علاقة ابنته بتنظيم داعش، والضغوط العسكرية والدولية المتزايدة، ورغبة في تنفيذ استراتيجية جديدة تتطلب وجهاً جديداً يسهل من خلاله مراوغة المجتمع الدولي.
تأتي إقالة الصادق كرسالة واضحة من البرهان للمجتمع الدولي، معلناً عن بدء تحرره من تأثير الإخوان وكتائب البراء، وتأكيده على أن القرار يقع في يد المؤسسة العسكرية، مما يشير إلى توجهات جديدة قد تلوح في الأفق مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات في جدة.
*الضغوط الدولية*
من جانبه، يقول المحلل السياسي السوداني عثمان مرغني: الإقالة المفاجئة لوزير الخارجية علي الصادق تشكل تحولًا ملفتًا في السياسة الخارجية للسودان، مضيفًا أن هذه الخطوة تعكس توجهات جديدة قد تلوح في الأفق، وأن المرحلة المقبلة ستختلف جذريًا عن السابقة.
وأشار في حديثه لـ"العرب مباشر"، إلى أن الضغوط العسكرية والدولية المتزايدة قد تكون وراء هذا القرار، وأن السودان يحتاج إلى وجه جديد يمكنه مراوغة المجتمع الدولي والتعامل مع التحديات الراهنة.