العلا تطيح بالجماعة… خبراء: الدوحة أدركت حاجتها لخطوات صارمة ضد الإخوان
أطاحت اتفاقية العلا بجماعة الإخوان فالدوحة تستعد لطرد عناصر الجماعة
بعد مرور عدة أشهر على توقيع اتفاق العلا، وإنهاء المقاطعة العربية، ركضت قطر إلى الرباعي العربي لكسر عزلتها أخيرا، ولكن منذ ذلك الحين، لم يتبين مصير الإخوان بالدوحة، خاصة مع اتخاذ تركيا إجراءات عديدة ضدهم لتحسين علاقاتها مع مصر والإمارات والسعودية.
وتطرق أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، إلى ذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، حيث قال إن "إعلان العلا" الصادر عن القمة الخليجية في المملكة العربية السعودية كان تجسيدًا لمبدأ حل الخلاف بالحوار، مضيفا: "أتى إعلان العلا الذي صدر عن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شهر يناير الماضي تجسيدا لمبدأ حل الخلافات بالحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ونحن واثقون من ترسيخ هذا التوافق الذي حصل بين الأشقاء".
ومع حديث أمير قطر، عادت الأنظار إلى "إعلان العلا" الذي تم توقيعه في يناير الماضي، حينما وقع قادة القمة الخليجية الـ41 التي استضافتها المملكة العربية السعودية، حيث وصفها حينها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بـ"الإنجاز التاريخي"، وتضمنت مبادئها الـ13، أن قطر تحتاج إلى قطع كل علاقاتها مع "المنظمات الإرهابية والطائفية والأيديولوجية"، ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش والقاعدة وفتح الشام وحزب الله اللبناني، على أن تصنفهم رسميا كمجموعات إرهابية، بناء على قائمة الإرهاب التي أعلنتها السعودية والبحرين والإمارات ومصر.
ومنذ ذلك الحين تم تقليص حدة الانتقادات التي توجهها المنصات القطرية لدول الرباعي العربي، وتقليل ظهورهم، مع استمرار تواجُدهم داخل الدوحة، وهو ما ولد تساؤلات عديدة بشأن مصيرهم خلال الفترة المقبلة وتأثير إعلان العلا على عناصر الجماعة.
وفي هذا الشأن، أكد الدكتور أحمد عبدالجواد، المتخصص في الشؤون العربية، أنه من الأسباب الرئيسية للمصالحة، هو فشل السياسة القطرية لإحداث اضطرابات بدول الرباعي العربي وخاصة مصر، وتبينت الدوحة أن كل تلك المساعي غير فعالة ومجرد إهدار للموارد، ولذلك يجب عليها أن تسعى إلى إعادة ضبط علاقتها مع جماعة الإخوان.
وتابع أن ذلك ظهر من خلال تقليص ظهور أفراد الجماعة لكن الأمر ما زال يحتاج لخطوات أكثر حسمًا، وخاصة تسليم عدد من المطلوبين الموجودين في قطر إلى بلدانهم، وهو ما يجب على تميم اتخاذ خطوات جادة بشأنه لأجل علاقته مع الرباعي العربي.
فيما يرى سامح عيد، الإخواني المنشق والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن الإخوان متواجدون في الدوحة منذ عدة أعوام، ما جعلهم يتغلغلون في مفاصل الدولة وقراراتها، ولذلك لم تسلم أي منهم رغم المطالبات العديدة الخاصة بيوسف القرضاوي.
وقال عيد: إنه خلال الفترة الماضية تم تقليل ظهور الإخوان عبر منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي، وانخفضت حدة الانتقادات للرباعي العربي بشكل ملحوظ مع استمرار وجود معارضة بنسبة معقولة.
ويرجح أنه يمكن أن تدفع قطر الإخوان للخروج ومغادرة أراضيها مثل ما حدث مع زوبع وعدد من إعلاميي الإخوان بالجزيرة، لرفع الحرج، من أجل الرباعي العربي.
بينما أوضح أحمد العنزي، الصحفي السعودي، أنه رغم توقيع قطر على اتفاق العلا، لكنها خالفت الميثاق عدة مرات، حيث ما زالت تستضيف الإخوان على أرضها، رغم كون أغلبهم مطلوبين للمحاكمة ببلادهم، وتقدم الدعم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما حاولت أذرع النظام الإعلامية والإخوانية تشويه دول الرباعي العربي أكثر من مرة، وبث سمومها.
وتابع أنه رغم حديث أمير قطر عن إعلان العلا بكلمته أمس، لكن الدوحة ما زالت بحاجة لمراجعته وتنفيذه لإنهاء أي خلافات محتملة، والتخلص سريعا من خطر الإخوان الذي يهدد المنطقة بأكملها، عبر آلية مباشرة وسريعة، لأجل تحسين العلاقات بين قطر والرباعي العربي، خاصة بعد تصريحات أمير قطر بالأمس ومدحه لإعلان العلا، ما ينذر باحتمالية اتخاذ تلك القرارات خلال الفترة المقبلة.