طهران ترفض العرض الأمريكي وتعلن عن مقترح نووي متوازن

طهران ترفض العرض الأمريكي وتعلن عن مقترح نووي "متوازن"

طهران ترفض العرض الأمريكي وتعلن عن مقترح نووي متوازن
البرنامج النووي الإيراني

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الإثنين، أن إيران ستتقدم قريبًا بمقترح مضاد لتسوية الملف النووي إلى الولايات المتحدة عبر وساطة سلطنة عُمان، وذلك ردًا على عرض أمريكي وصفته طهران بأنه "غير مقبول". 

وأشار ـ بقائي في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية-، أن المقترح الأمريكي، الذي قُدّم في أواخر مايو الماضي، لم يتمخض عن جولات التفاوض السابقة، ولم يتمكن من حل الخلافات الجوهرية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، ونقل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، واتخاذ خطوات لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

العرض الإيراني


وأضاف بقائي - في تصريحاته-: أن العرض الأمريكي لا يلبي توقعاتنا ولا يعكس نتائج المفاوضات السابقة، مؤكدًا أن المقترح الإيراني الذي سيتم تقديمه عبر سلطنة عُمان سيكون معقولاً ومنطقيًا ومتوازنًا.

 وأوضح، أنه لم يتم تحديد موعد بعد للجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.

وفي سياق متصل، كان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، قد رفض الأسبوع الماضي العرض الأمريكي، معتبرًا أنه يتعارض مع مصالح البلاد، وتعهد بمواصلة عمليات التخصيب النووي.

 وتعكس هذه التصريحات موقف إيران الثابت في التمسك بحقها في تطوير برنامجها النووي، رغم الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية.

خلفية الأزمة النووية


تعود جذور الأزمة الحالية إلى عام 2018، عندما قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى، الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا)، والذي عُرف رسميًا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

 أعقب ذلك إعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران؛ مما ألحق ضررًا بالغًا باقتصادها. وردًا على ذلك، بدأت إيران في تصعيد أنشطتها النووية، متجاوزة الحدود التي نص عليها الاتفاق، بما في ذلك زيادة مستويات تخصيب اليورانيوم إلى درجات تقترب من المستوى المطلوب لإنتاج الأسلحة النووية.

مقترح غامض


لم يكشف بقائي عن تفاصيل إضافية حول طبيعة المقترح الإيراني المرتقب، لكنه أكد أن طهران ملتزمة بالدبلوماسية كوسيلة لحل الخلافات، مع الحفاظ على حقوقها السيادية. 

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث أثارت العقوبات الأمريكية استياءً واسعًا في إيران، التي تتهم واشنطن بمحاولة خنق اقتصادها وتقويض استقرارها.

من جانب آخر، أثارت تصريحات إيران حول استمرار تخصيب اليورانيوم قلقًا دوليًا، حيث تحث القوى الغربية طهران على العودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي. ومع ذلك، تؤكد إيران أن برنامجها النووي يهدف إلى أغراض سلمية، وترفض أي شروط تُفضي إلى التخلي عن قدراتها النووية.