الصومال يرد على هجوم عاد بعملية ضد الشباب .. خبراء يكشفون تداعيات الضربة
الصومال يرد على هجوم عاد بعملية ضد الشباب
تلقت حركة الشباب الإرهابية في الصومال ضربة موجعة في عملية مشتركة بين الولايات المتحدة والصومال، حيث تم تدمير عدة مرافق للحركة في محافظة جلجدود، وقتل 20 من عناصرها، وتأتي هذه الضربة الجوية بعد زيارة قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا للصومال، ومناقشته مع الرئيس الصومالي الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، ويعتبر خبراء أن هذه الضربة تمثل رسالة قوية للتنظيم الإرهابي بأنه لا يملك أيّ ملاذ آمن في الصومال، وبأن الحلفاء مصممون على مواصلة الحرب ضده حتى القضاء عليه.
ضربة جوية دقيقة
أعلنت المخابرات الصومالية في تغريدة على منصة "إكس" أنها نجحت في تحييد مسلحين من حركة الشباب في عملية خاصة أسفرت عن تدمير مرافق لتدمير التنظيم في مديرية غلهريري بمحافظة جلجدود. وأشارت إلى أن العملية تمت بمساعدة أصدقاء دوليين، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت وسائل إعلام رسمية صومالية أن 20 مسلحا من حركة الشباب قتلوا خلال العملية، وأنه تم تدمير محطة إذاعية تابعة للتنظيم ومركز لصناعة المتفجرات وتدبير التفجيرات الانتحارية. وقالت مصادر أمنية: إن العملية تمت عبر ضربة جوية دقيقة بمساعدة أميركية.
الزيارة الأميركية
وتأتي هذه الضربة الجوية بعد يوم واحد من زيارة الجنرال مايكل لانجلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، للصومال. والتقى لانجلي بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مقديشو، وناقشا الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الدولي، وتعزيز العلاقات المثمرة بين الصومال والولايات المتحدة.
وقالت الرئاسة الصومالية في بيان: إن المباحثات بين الطرفين تطرقت إلى الشراكة الأمنية وقضايا الأمن الإقليمي ذات الاهتمام المشترك. وأضافت في تغريدة على منصة "إكس" أن الزيارة تعكس التزام الولايات المتحدة بدعم الصومال في حربه ضد الإرهاب وبناء مؤسساته الوطنية.
الهجوم الإرهابي
وفي اليوم نفسه الذي زار فيه لانجلي الصومال، شنت حركة الشباب هجوما على خمس قواعد للجيش الصومالي في مدينة عاد بمحافظة مدج وسط البلاد. وقالت مصادر عسكرية: إن الجيش الصومالي تصدى للهجوم الإرهابي وأجبر المهاجمين على الفرار، ولم تكشف السلطات عن حصيلة القتلى والجرحى من الجانبين.
رسالة قوية
ويعتبر د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن الضربة الجوية الأخيرة تمثل رسالة قوية لحركة الشباب بأنها لا تمتلك أيّ ملاذ آمن في الصومال، مضيفًا أن الضربة استهدفت منطقة في عمق الشباب الإرهابية، وأنها تشير إلى عودة زخم الضربات الجوية الأميركية بعد فترة من التراجع.
وتابع فهمي في تصريحات لـ"العرب مباشر": زيارة قائد أفريكوم توجه رسالة حاسمة بأن واشنطن مهتمة بالمضي قدما في الحرب على الإرهاب في الصومال وعدم الانشغال بأمور أخرى، موضحًا أن هجوم الشباب على قواعد الجيش في مدينة عاد كان محاولة يائسة لإظهار قوتها والرد على الزيارة الأميركية، لكنها فشلت في تحقيق أيّ هدف استراتيجي.
ويختم فهمي بقوله: إن القيادة الصومالية، السياسية والأمنية، تدرك خطورة خسارة المكاسب التي تحققت في مسيرة الحرب على الإرهاب، والتي أدت إلى نجاحات مفاجئة بفضل الدعم الدولي بقيادة واشنطن والسند الشعبي غير المسبوق للحملة العسكرية المستمرة.
الجيش الصومالي
في السياق ذاته، يقول رامي زهدي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة والصومال ضد حركة الشباب في محافظة جلجدود تعد رسالة قوية للتنظيم الإرهابي بأنه لا يملك أيّ ملاذ آمن في الصومال، وبأن الحلفاء مصممون على مواصلة الحرب ضده حتى القضاء عليه.
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": تحمل هذه الضربة آثارا متعددة على الحركة والوضع الأمني في الصومال، منها تقويض قدراتها العسكرية واللوجستية والمالية، وتحسين معنويات الجيش الصومالي والقوات الدولية المساندة له، وتشجيع المزيد من عناصر الحركة الإرهابية على الفرار أو الاستسلام، وترسيخ التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة والصومال في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن القضاء على الإرهاب في الصومال يتطلب من الحكومة الصومالية والمجتمع الدولي مواصلة الجهود السياسية والأمنية لتحقيق الاستقرار والسلام.