بعد تقرير العفو الدولية.. أندية أوروبا تكشر عن أنيابها أمام قطر بسبب انتهاكات العمال

كشرت أندية أوروبا عن أنيابها تجاه ممارسات قطر بحق العمال

بعد تقرير العفو الدولية.. أندية أوروبا تكشر عن أنيابها أمام قطر بسبب انتهاكات العمال
صورة أرشيفية

مع الاستعدادات الجارية لاستقبال كأس العالم لكرة القدم لعام ٢٠٢٢، الذي تنظمه الدوحة، ركزت المنظمات الدولية والجهات الكروية لتسليط الضوء على الانتهاكات القطرية الجسيمة التي يعاني منها عمال المنشآت الأجانب بالبلاد.

تحركات من الدنمارك

وفي أحدث تلك الخطوات لانتقاد الدوحة، أعلن الاتحاد الدنماركي لكرة القدم أن المنتخب يخطط لاتخاذ عدة خطوات لإلقاء الضوء على قضايا حقوق الإنسان بقطر بعد تأهله للمشاركة في نهائيات مونديال 2022 التي تستضيفها الدوحة، وذلك بعد أن تأهل المنتخب الدنماركي لنهائيات كأس العالم الشهر الماضي.

وأكد الاتحاد أن راعيي ملابس تدريب المنتخب سيفسحان المجال أمام وضع رسائل انتقاد لقطر، كما سيقلصان عدد زياراتهما للدوحة لتجنب أي أنشطة تجارية من شأنها الترويج للأحداث في الدولة الخليجية.

وقال ياكوب ينسن رئيس الاتحاد الدنماركي لكرة القدم في بيان: "لقد عارضنا منذ مدة طويلة استضافة قطر لنهائيات كأس العالم"، مضيفا: "لكننا الآن نعزز جهودنا وحوارنا النقدي حتى يتسنى لنا الاستفادة من حقيقة تأهلنا للبطولة والعمل من أجل تحقيق تغيير في هذه البلاد، وإلى جانب ذلك فإننا نبهنا إلى التحديات التي تواجه (الاتحاد الدولي لكرة القدم) الفيفا وقطر وسنواصل العمل في هذا الاتجاه".

احتجاجات اتحادات كرة السويد

كما قدمت اتحادات كرة القدم السويدية المحترفة احتجاجا لمنظمة العفو الدولية ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".

وطالبت الاتحادات السويدية "الفيفا" بالدفاع عن حقوق العمال المهاجرين في قطر خلال كأس العالم لكرة القدم العام المقبل.

وتمثل هذه المؤسسة السويدية 32 ناديا للرجال في أكبر دوريين بالدولة الإسكندنافية.

والجدير بالذكر أنه لم يتأهل المنتخب السويدي لكأس العالم حتى الآن، لكن أمامه فرصة التأهل من خلال مباريات الملحق الأوروبي.

ممارسة الضغط 

ومن ناحيته، أكد ينس تي أندرسون، رئيس اتحادات كرة القدم السويدية المحترفة، أنه: "لم يعد بإمكاننا التأثير على المكان الذي ستقام فيه نهائيات كأس العالم، لكن يمكننا ممارسة الضغط"، مضيفا: "سنظهر للفيفا أننا نعتقد أن القرار الذي اتخذ كان غير مقبول، وأن على الفيفا تحمل المزيد من المسؤولية تجاه العمال المهاجرين".

وتابع أندرسون: "نعتقد أنه من المهم توجيه هذا النقد للفيفا، وتأكيد أهمية ضغط اتحاد كرة القدم السويدي على قطر".

كما قالت آنا يوهانسون، رئيسة فرع منظمة العفو في السويد، في نفس البيان، أنه: "لا غنى عن العمال المهاجرين لتنظيم كأس العالم 2022، لكن يجب ألا يحدث ذلك على حساب حياتهم، وعلى حساب حقوق الإنسان".

بينما أكد المنتخب الدنماركي لكرة القدم يوم الاثنين الماضي أن لاعبيه سيكتبون عبارات مؤيدة لحقوق الإنسان على قمصانهم خلال التدريبات في قطر.

وأوضح الاتحاد الدنماركي لكرة القدم أنه سيقلص أيضا عدد الرحلات الجوية إلى قطر للموظفين والشركاء، مشيرا إلى أن "المشاركة في نهائيات كأس العالم تتعلق أساسا بالمشاركة الرياضية وليس الترويج لفعاليات منظمي كأس العالم".

وتعرضت قطر لانتقادات لاذعة بسبب القوانين والظروف التي "تمارس التمييز" بحق العمال الوافدين الذين يتواجدون في البلاد ضمن الاستعدادات للمونديال.

تصويب الحقائق

وأصدرت منظمة العفو الدولية، تقريرا مؤلفا من 48 صفحة، بعنوان "تصويب الحقائق 2021"، فند الممارسات والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها العمال، مثل حجب الرواتب وفرض رسوم على العمال الراغبين في تغيير جهة العمل لا تزال منتشرة على الرغم من الإصلاحات المتعلقة بنظام العمل والتي أجريت في عام 2014.

وأكدت المنظمة الدولية أنه لم يبقَ سوى عام واحد على انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كي تفي قطر بوعدها الخاص بإلغاء نظام الكفالة، وتحسين مستوى حماية العمال الأجانب. 

وأشارت بشأن خطوات قطر في مجال إصلاح نظام العمل، إلى أن التقدم قد توقف في العام الماضي، وأن العادات السيئة عاودت الظهور في إحياء لأسوأ عناصر نظام الكفالة، وتقويض لبعض الإصلاحات التي أُدخلت مؤخراً.

وأضافت: الواقع اليومي للعديد من العمال الأجانب في البلاد لا يزال قاسياً، على الرغم من التغييرات القانونية التي أُدخلت منذ عام 2017.

الحاجة لإجراءات سريعة

وأوضحت أنه في خضم تصاعد التدقيق في سجل قطر في مجال حقوق الإنسان مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، يجب على السلطات القطرية اتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع عملية الإصلاح قبل فوات الأوان.

وأكدت أن العد العكسي الأخير قد بدأ، ولكنّ الوقت لم يفتْ لترجمة الأقوال إلى أفعال، مؤكدة أنه قد آن الأوان لأن تتحلى السلطات القطرية بالشجاعة الكافية لتبنّي برنامج إصلاحات العمل بشكل كامل؛ إذ إن أي تقدم تم إحرازه سيضيع إذا قبلت قطر بالتنفيذ الضعيف للسياسات وتقاعست عن مساءلة المسيئين.

ولفتت إلى أن القوانين التي أصدرتها قطر لم تكن كافية وكانت صورية، حيث إن التقاعس عن التطبيق يعني استمرار الاستغلال، فعلى سبيل المثال، مع أن قطر ألغت شرط الحصول على إذن خروج وشهادة عدم ممانعة لمعظم العمال الأجانب، ما يسمح لهم بمغادرة البلاد والانتقال إلى وظائف أخرى بدون الحصول على إذن الكفيل، فقد استمرت إجراءات الحصول على شهادة عدم ممانعة بحكم الأمر الواقع، ولا تزال العناصر الإشكالية لنظام الكفالة موجودة، بما فيها قدرة أصحاب العمل المسيئين على منع العمال الأجانب من تغيير وظائفهم، والتحكم بصفتهم القانونية.

تقاعس السلطات القطرية

وأشارت إلى أنها في أغسطس الماضي، وثَّقت تقاعس السلطات القطرية عن التحقيق في وفاة آلاف العمال الأجانب على الرغم من توفر أدلة على وجود صلات بين الوفيات المبكرة وظروف العمل غير الآمنة، وعلى الرغم من توفير بعض أشكال الحماية الجديدة للعمال، فإن المخاطر ظلت ماثلة –على سبيل المثال، لا تشمل الأنظمة الجديدة فترات استراحة إلزامية تتناسب مع المناخ أو نوع العمل الذي يقوم به العمال- ولم تفعل السلطات شيئاً يُذكر للتحقيق في أسباب حالات الوفاة غير الواضحة.

مطالبات دولية

وطالبت منظمة العفو الدولية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بضرورة النهوض بمسؤولياته المتعلقة بتحديد ومنع وتخفيف ومعالجة مخاطر حقوق الإنسان المرتبطة بالبطولة، وهذا يشمل المخاطر التي تتهدد العمال في قطاعات من قبيل خدمات الضيافة والمواصلات، التي يتسع نطاقها بشكل هائل لتسهيل إنجاح المباريات.

كما دعت الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يستخدم صوته في المجالَيْن العام والخاص لدعوة الحكومة القطرية إلى الإيفاء ببرنامج إصلاحات العمل قبل انطلاق المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم.