روسيا تعزز وجودها في بوركينا فاسو وتوجه ضربة لـ فرنسا.. ما التفاصيل؟

روسيا تعزز وجودها في بوركينا فاسو وتوجه ضربة لـ فرنسا

روسيا تعزز وجودها في بوركينا فاسو وتوجه ضربة لـ فرنسا.. ما التفاصيل؟
صورة أرشيفية

في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً في القارة الأفريقية، أعلنت روسيا عن تعزيز تعاونها العسكري مع بوركينا فاسو، فيما يبدو كرسالة مبطنة تحمل نبرة تحدي لفرنسا. وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد خلال زيارته للدولة الأفريقية التي يقودها نظام عسكري، على زيادة عدد المدربين العسكريين الروس في البلاد، مشيرًا إلى أن هذا التعاون سيسهم في القضاء على الإرهاب.

*تقارب بوركينا فاسو مع موسكو*

زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى بوركينا فاسو لم تكن مجرد محطة في جولته الأفريقية، بل كانت بمثابة تحول دبلوماسي يُعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة. لافروف، الذي التقى بالرئيس العسكري إبراهيم تراوري، أظهر بوضوح توجه موسكو نحو تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية التي تبحث عن شركاء جدد في مواجهة التحديات الأمنية والإرهاب.

توتر العلاقات مع فرنسا

من جانبه، يقول محمد أحمد، باحث متخصص في الشئون الأفريقية: منذ استلام تراوري زمام الأمور في بوركينا فاسو، بدأت واغادوغو في الابتعاد تدريجيًا عن فرنسا القوة الاستعمارية السابقة التي كانت لعقود الشريك الأساسي للبلاد. 

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، هذا الابتعاد لم يكن خفيًا، بل تجلى في تصريحات وسياسات تُظهر رغبة بوركينا فاسو في تنويع تحالفاتها والبحث عن دعم يتجاوز الإطار التقليدي الذي كانت توفره باريس، مضيفًا: التقارب المتزايد مع روسيا يُعتبر بمثابة إعادة تقييم للعلاقات الخارجية ويُشير إلى تحول استراتيجي قد يُعيد تعريف النفوذ الفرنسي في المنطقة.


وتابع: تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه بوركينا فاسو لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، وتبحث عن شركاء قادرين على تقديم الدعم العسكري والتدريبي اللازم لقواتها، مضيفًا: الوجود الروسي المتنامي، من خلال زيادة عدد المدربين العسكريين وتدريب قوات الأمن البوركينية في روسيا، يُعد بمثابة رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن بوركينا فاسو تتطلع لتعزيز قدراتها الدفاعية بمساعدة موسكو.

وأشار الباحث في الشأن الإفريقي، أن هذه الزيارة ليست فقط تعبيرًا عن التحالفات الجديدة، بل هي أيضًا تأكيد على أن بوركينا فاسو ترغب في لعب دور أكثر فاعلية على الساحة الدولية، من خلال التعاون مع روسيا، تُظهر بوركينا فاسو استعدادها لاستكشاف خيارات جديدة وبناء علاقات تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن النفوذ التقليدي الذي كانت تمارسه فرنسا في الماضي.

*مواجهة الإرهاب وانتقاد روسي للغرب*

بوركينا فاسو، التي تعاني منذ عقد من الزمان من هجمات إرهابية أسفرت عن آلاف القتلى ونزوح ملايين الأشخاص، تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية من خلال التعاون مع موسكو. وفي سياق متصل، تشهد العلاقات بين بوركينا فاسو ودول مجاورة مثل مالي والنيجر تقارباً، حيث تشترك الدول الثلاث في مواجهة التحديات الأمنية، وقد انسحبت مؤخراً من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، متهمة إياها بالتبعية لفرنسا.

جولة لافروف الأفريقية، التي شملت غينيا والكونغو، كانت منصة لانتقاد السياسات الغربية والأهداف المعادية لروسيا، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية. ومن المقرر أن تستمر الجولة إلى تشاد، في خطوة تعكس توسيع روسيا لنفوذها وتعزيز علاقاتها مع الأنظمة العسكرية في القارة الأفريقية.